من بني الكعبة المشرفه

من طرف إسماعيل الثلاثاء فبراير 24, 2015 11:00 pm

بسم الله الرحمن الرحيم.

أحد الأخوة الكرام فتح موضوعاً عن بناء الكعبة المشرفة ؛ فتذكرت إجتهاداً قرآنياً عن ذلك.

يعتقد الكثيرون مننا بأن أبونا إبراهيم و إبنه إسماعيل (عليهما الصلاة و السلام) هما من رفع قواعد البيت العتيق.

أي رفعا أساسات الكعبة.

ويستشهدون بذلك بقوله تعالى (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

الآية القرآنية تخبرنا بأن رسول الله إبراهيم رفع القواعد من البيت و لكنها لاتخبرنا بأنه رفع قواعد البيت ........... وهناك فرق.

نعود لبداية القصة لنحاول أن نتدبر كلام ربنا سبحانه وتعالى.

سيدنا إبراهيم يترك زوجته هاجر وإبنه الحليم في صحراء مكة في مكان غير ذي زرع.

ويقول في ذلك (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ)

فالبيت الحرام كان مبنياً حين ترك رسول الله إبراهيم إبنه وزوجته ..... وإلا كيف يقول (عند بيتك المحرم) والبيت لم يبنى بعد أصلاً ؟.

المشكلة ليست في البيت وبناءه ولكن المشكلة كانت في الأصنام و التماثيل و التي أضلت كثيراً من الناس.

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)

ولكن مادخل الأصنام في موضوع بناء الكعبة ورفع القواعد ؟

نعود للقرآن الكريم وسرده لقصة رسولنا إبراهيم فقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله إبراهيم وإبنه إسماعيل أن يطهرا البيت الحرام.

(وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)

كيف يأمر ربه بتطهير البيت وهو لم يبنى بعد و الاساسات (القواعد) لم ترفع بعد؟

ومن ثم ؛ هل أخذ رسول الله إبراهيم ممسحة ومكنسة لتطهير الكعبة إمتثالاً لأوامر الله تعالى ؟

لا ................ و لكنه إمتثل لأوامر الله تعالى برفع القواعد من البيت لتطهيره من رجس هذه القواعد.

(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

فالقواعد هي الأصنام و التماثيل و التي كانت بداخل الكعبة المشرفة والتي أضلت كثيراً من الناس.

وما قام به رسول الله إبراهيم وإبنه إسماعيل هو أنهما رفع هذه القواعد من الكعبة المشرفة وطهراها من رجسها.

و يبقى السؤال مطروحاً: من هو الذي بنى الكعبة ؟

منقول