المواضيع الأخيرة
بحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 258 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 258 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 258 بتاريخ الجمعة نوفمبر 22, 2024 9:11 am
أفضل 10 فاتحي مواضيع
هوائيات | ||||
بدأ الأمر | ||||
هُدهدُ | ||||
دكتور خليل | ||||
هاني | ||||
فارقليط | ||||
طائر السماء | ||||
العقاد الأكدي | ||||
يماني | ||||
حارث |
دخول
في قوله تعالى:"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" مُساهمة
صفحة 1 من اصل 1
في قوله تعالى:"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" مُساهمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
الإخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سنتحدث اليوم بحول الله تعالى وتوفيقه عن قول الله تعالى في ختام سورة العنكبوت
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين
وسورة العنكبوت بدأت بالآيات الكريمة من قوله تعالى
{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين}
فماالذي نتعمله من هذه الاية الكريمة العظيمة؟
من معاني الجهاد العظيمة أن تجاهد نفسك وهواك في الله تعالى كما تقول الاية الكريمة "جاهَدوا فينا" يعني من أجلنا. أي من أجل الله تعالى
ما هو جزاء من يجاهد نفسه وشيطانه من أجل الله تعالى؟
يحصل على جائزة ثمينة جداً وهي أكبر جائزة يحصل عليها المسلم في حياته كلها
وهذه الجائزة هي قوله تعالى في ذات الآية الكريمة
"لنهدينهم سبلنا"
وهذه السبل التي تعتبر الجائزة لمن يجاهد نفسه وشيطانه من أجل الله تعالى هي الطرق التي يحتاجها الإنسان للوصول إلى رضى الله تعالى
فما هو الجهاد في الله تعالى الذي تتحدث عنه الآية الكريمة؟
نعيش أيها الإخوة والأخوات كما تعلمون في وسط مستنقعات مجتمعية من الخطايا والأخطاء والذنوب والكبائر تحيط بنا من كل جانب على مدار الساعة في عصر هو لاشك أسوأ العصور على الإطلاق منذ جاء الإسلام
ومجاهدة النفس اليوم ليست أبداً كمجاهدتها أيام النبي صلى الله عليه وسلم أو حتى أيام الصحابة والتابعين
الحياة اليوم مليئة بالشهوات والمغريات التي ما كانت تخطر على بال الناس حتى قبل 60 سنة
كثير من الناس يظنون أن المجاهد في أمتنا هو فقط الذي يحمل السيف أو السلاح ليقارع به أعداء يدفعهم عن احتلال ارضه او العدوان عليه وعلى مجتمعه ولا ننكر ابداً عظم قدر وقيمة هذا الجهاد فالدفاع عن الأوطان او تحريرها هو من أسمى الأفعال
بينما هناك جهاد كبير جداً وعظيم جداً في حياتنا نحن المسلمين، قليلاً ما تحدث عنه المتحدثون بالطريقة التي يعطونه فيها قدره ومكانته الكبيرة
يتحدث العلماء عن مقاومة الشهوات ومقاومة الشيطان دوماً وينصحون الناس بالابتعاد عن كل هذا
لكن نريد نحن كمجتمعات مسلمة أن نفهم حقيقة غائبة عنا كثيراً وهي أن المسألة ليست فقط مقاومة شهوات وترك للحرام
الموضوع يحتاج ان يعطى له قيمته الحقيقية وان نفهمه بصيغته الحقيقية
القيمة الحقيقية لمجاهدة النفس هي أن جهاد النفس والشيطان ليس ابداً أقل من الوقوف في ساحة معركة حقيقية ولذلك هذا الجهاد العظيم ليس سهلاً او ممكن النجاح فيه ببساطة أو سهولة
والدليل أن الآية الكريمة بينت لنا أن مكافأة من ينجح في هذا الجهاد حتى ولو كان نجاحه بنسبة 90% فقط او اقل او اكثر أن هذا الناجح في هذا الجهاد سيحصل على جائزة لا تخطر على بال الكثيرين منا
هل نعلم ما معنى ان يقول الله تعالى أن هذا الناجح سيهديه الله تعالى الى سبله والى طريقه؟
يجب ان نتوقف مطولاً هنا
هناك نوعان من الناس
شخص لا يجاهد نفسه وهواه وشيطانه من أجل الله تعالى
هذا لا يحصل على جائزة سبل الله تعالى وطرقه إلا أن يشاء الله تعالى
فهو قد تمضي حياته دون ان يتذوق طعم هذه السبل وهذه الطرق العظيمة
وشخص نجح في سن العشرينيات او الاربعينيات او الستينيات في اختبار الجهاد الكبير هذا فهداه الله تعالى الى سبله والى طرقه
الان
ما هي سبل الله تعالى وطرقه جل وعلا؟
هذا موضوع كبير لا يوفيه حقه ربما مئات المجلدات
لكني سأختصر قدر الاستطاعة
عندما ترى الدنيا صغيرة جداً أصغر من حبة عدس
فأنت قد هُديت إلى سبل الله تعالى
عندما ترى أذى الناس شيء لا يستحق التوقف عنده مهما بلغ فأنت قد هُديت إلى سبل الله تعالى
عندما تتوقف عن الكذب فأنت قد هُديت إلى سبل الله تعالى
عندما تتوقف عن الغيبة فأنت قد هُديت إلى سبل الله تعالى
عندما تتوقف عن الحسد فأنت قد هُديت إلى سبل الله تعالى
عندما تتوقف عن ظلم الآخرين فأنت قد هُديت إلى سبل الله تعالى
إذاً ما هو المسمى الذي يمكن ان نطلقه على سبل الله تعالى؟ سبل يعني مجموع فهي مجموعة من السبل اي الطرق وليست طريق واحدة. لأن الله تعالى يقول سبل وليس سبيل واحد والسبل هنا أصبحت عدة طرق تلتقي كلها في نهاية الخط لتتجمع في خط واحد وفي سبيل وطريق واحدة ونهاية الطريق فقط على باب الجنة
فأحد هذه السبل المتعددة هو
الحكمة
حين تمتلك ما قُلتُهُ آنفاً من فضائل
تتوقف عن الكذب والنميمة والغيبة وبغض الناس والاساءة اليهم وحسدهم وووو
فهذه اسمها الحكمة
إذاً واحدة من تلك السبل هي سبيل الحكمة
والحكمة ببساطة هي قول وفعل المناسب في الوقت المناسب وفي المكان المناسب ومع الشخص المناسب وفي الظرف المناسب
فأنت حين تتوقف عن الكذب فأنت تفعل ذلك لأنك أدركت انك يجب ان تقول الكلام المناسب
وهذا المناسب يعني اي الكلام الذي يناسب المنهج
والمنهج هو القانون الذي وضعه الله تعالى لك أي شريعته
إذاً الحكمة تدفعك الى فعل المناسب
تدفعك الى ترك الكذب لأنه غير مناسب
ترك الغيبة لانها غير مناسبة
ترك ظلم الآخرين لأنه غير مناسب
ترك كل فعل غير مناسب لأنه لا يناسب
لا يناسب المنهج
ومن السبل التي وعد الله تعالى عباده ان يمنحهم إياها إذا جاهدوا فيه ايضاً
مخافة الله تعالى
فهذه إذاً سبيل أخرى غير سبيل الحكمة
صحيح اننا جميعاً نخاف الله تعالى
لكن أنظر معي أخي الفاضل وأختي الفاضلة
هناك فرق بين أن نخاف الله تعالى لفظاً
وبين أن نخافه سبحانه واقعاً وحقيقةًً
أوقف اي شخص في الشارع
قل له هل تخاف الله تعالى
فوراً سيقول لك
نعم بالطبع ماذا تقول يا رجل؟ هل هناك عاقل لا يخاف الله تعالى؟
يبتعد عنك قليلاً يمسك هاتفه
تمشي وراءه (صورة مجازية طبعاً)
يسب فلان على الهاتف
إذاً نعم هو يخاف الله تعالى
لكن يخافه لفظاً
ملايين المسلمين يخافون الله تعالى لكن
لنسألهم واحد واحد
لفظاً
أم
حقيقةً؟
الله تعالى أعلم بهم وبنا جميعاً
لسنا قيمين على خلق الله تعالى
ولكن نضرب أمثلة
الآن
هل أنت من الذين يخافون الله تعالى
لفظاً
أم
حقيقةً؟
حين تجاهد في الله تعالى اي تجاهد من اجل الله تعالى ثم ينعم الله تعالى عليك بالتوفيق وتحصل على الجائزة الكبيرة
تتحول من طريق الخوف من الله تعالى لفظاً
إلى طريق الخوف من الله تعالى
حقيقةً
إذاً هذه واحدة من السبل التي ستحصل عليها ضمن تلك الهدية الكبيرة
قلنا إذاً الأولى سبيل الحكمة
والثانية الآن
سبيل مخافة الله تعالى حقاً
لماذا ستصبح تخاف الله تعالى حقاً
لأن جاهدت نفسك لكي تنتقل من صفة الخوف من الله تعالى لفظاً فلما جاهدت نفسك وتعبت ومنعتها عن المعاصي وهذبتها وقومتها ونهرتها بسبب خوفك من الله تعالى حقيقةً لما فعلت ذلك ورفضت ان تسمح لنفسك ان تواصل فعل ما اعتادت عليه من الاخطاء
ماذا يعني كل هذا؟
هذا تعب
هذه مجاهدة
هل تعبت ام لم تتعب؟
تعبت كثيراً
اذاً هل تستحق الجائزة حين ستنجح بتوفيق من الله تعالى أم لا؟
نعم تستحق الجائزة
الجائزة عبارة عن عدة هدايا وهذه الهدايا هي طرق وسبل ومسارات
لماذا استحققت السبيل الثانية؟
لأنك تعبت لكي تُغيير بحول الله تعالى وتوفيقه الحالة التي كنت عليها
هل أجبرك أحد ان تجاهد في الله تعالى؟
لا
يمكنك ان لا تجاهد في الله تعالى
يمكنك ان تواصل حتى خروج روحك من جسدك وانت تكذب وانت تغتاب وانت تفعل وتفعل وتفعل وتفعل
لم يجبرك أحد
لكن انت أجبرت نفسك
انت اخذت قرار
القرار هو أنا لا اريد ان ابقى هكذا
فلما اخذت القرار وجدت المسألة صعبة جداً
نعم ليست سهلة اكيد لم تجدها سهلة ابداً، وإلا لماذا سماها الله تعالى جهاداً
طالما ان الله تعالى وصفها بأنها جهاد فهي صعبة وشاقة
ولذلك ليس كل الناس تصبر على هذه الطريق
حتى الذين صبروا على هذه الطريق لا يظنوا ابداً أنهم نجو
اليوم انت ترى انك نجوت
وترى انك بدأت تحصل على الهدايا الموجودة في الجائزة
حصلت على هدية الحكمة جميل
حصلت على هدية مخافة الله حقاً جميل
لكن لا تظن انك انتهيت
والمشكلة الكبرى ان تظن ان هذه الهداية لا يمكن ان تؤخذ منك
هنا المشكلة
الله تعالى يقول "جاهَدوا فينا" وأن هؤلاء سيهديهم الله تعالى الى سبله
فالله تعالى سيهديك الى السبل والى الطرق لكي تضع قدميك عليها لكن انت ستكون في اول تلك الطرق في بداية المشي على تلك الطرق وليس في آخرها
فهدايتك الى الطريق ليس وضعك على آخرها وانتهت المسألة
هدايتك الى الطرق تعني انارة ضوء لك لكي تراها فتبدأ أنت إن شاء الله تعالى لكَ التوفيق، تبدأ أنت ببذل المجهود والتعب والمشقة لكي تسير عليها
فالله تعالى سيهديك الى الفهم
سيهديك الى معرفة الحقائق التي كانت غائبة عنك
كل هذا جميل
كل هذا سيغير حياتك
سيجعل سلوكك مختلف ونظرتك للدين والدنيا والناس وكل شيء مختلفة
لكن الله سبحانه وتعالى سينعم عليك بجائزة مشروطة
وهذه الجائزة انه سبحانه وتعالى سيضعك على اول الطريق
لاتظن ان هذا امر صغير أو شيء بسيط
لا ابداً
هذه الطريق ربما مليارات البشر لم يمشوا عليها ومشوا على الطرق الأخرى، الله تعالى أعلم بعدد من لم يمشوا على طرقه وسبله
إن أنت وقفت على هذه الطريق ووضعك الله تعالى عليها فهذه نعمة عظيمة جداً جداً ليس هذا بالأمر السهل ابداً
فلا تظن انك حين تهتدي الى سبل الله تعالى ان الله تعالى سيضعك على باب الجنة
لا.. لازلت تحت الاختبار في الدنيا
لكن هل تظن انه شيء بسيط أن الله تعالى سيضعك على أول الطريق
لا ابداً ليس شيئاً بسيطاً أبداً
إذاً سيضعك الله تعالى على أول طريق الحكمة فإن واصلت المجاهدة لازمتك الحكمة حتى باب الجنة
والله تعالى سيضعك على أول طريق الخوف من الله تعالى حقيقةً وليس لفظاً
فإن أنت واصلت المجاهدة ستلازمك مخافة الله تعالى حقيقةً حتى تصل الى باب الجنة
وهكذا
وعلينا ان ندرك أن
هذه الطريق موجودة امام كل واحد منا
لكن تحتاج الى مصباح لكي نراها
هي امامك طيلة الوقت
لكن هذا المصباح لا يعمل ابداً إلا في حالةْ أنك
جاهدت في الله تعالى
هذا المصباح ينيره الله تعالى لك إن شاء لكن متى؟
حين تثبت أنك تريد ان ترى تلك الطريق وإصرارك على أن يضيء الله سبحانه وتعالى لك المصباح هو المجاهدة فالمجاهدة إصرار وتصميم منك لرؤية الطريق
كثير من لا يعيشون بهذا التصميم ولا يصرون على أن تنار لهم الطريق
فإذاً تجاهد نفسك وشيطانك وهواك وتثبت على هذه المجاهدة قدر المستطاع
ليس مطلوباً منك ان تكون نبي او ملاك
لا ابداً ليس معنى المجاهدة انك ستتحول الى شخص معصوم
ابداً لن يحدث لك هذا لأنك لست نبي او رسول
لكن سدد وقارب
ابذل ما يمكنك بذله من جهد
سيضيء المصباح امامك
وحين يضيء المصباح ستجد نفسك انك واقف على طريق مظلمة فإن أضاء الله تعالى لك مصباح طريقه وسبيله سبحانه وتعالى انطفأ تلقاءياً وفوراً وهم الضوء الذي كان الشيطان قد اضاءه لك وانت تسير على طريقه
وستجد اقدامك قريبة جداً من الطريق الذي أنار الله تعالى لك المصباح لتتجه إليه وتمشي فيه
حينها ستضع اقدامك على تلك الطريق
وتذكر انك يجب أن لا تظن انك قد بلغت اعلى المراتب
وتذكر انك حين يضيء لك ذلك المصباح وتبدأ خطواتك على طريق الله تعالى وسبيله تذكر ان هذا لا يعني ابداً أنك اصبحت أفضل من غيرك
ولا تظن ابدا انك اصبحت العابد التقي الذي لا مثيل له
ولا تظن ابداً انك اصبحت من اهل الجنة وانك ضمنتها
ولا تظن ابداً حين يضاء لك المصباح أنك اصبحت افضل من فلان وعلان
لا ابداً فإن هذه الأفكار ممكن ان تجعل المصباح ينطفىء من جديد فتسقط على وجهك فيتلقفك الشيطان بوهم ضوءه الكاذب الخادع فتخطو على طريق الشيطان حتى آخر العمر والعياذ بالله تعالى
واي غرور حتى لو لم تبديه لمن حولك قد يغضب الله تعالى عليك فيحرمك من ان يضيء لك المصباح الذي يدل على طريقه مرة أخرى
وللحديث بقية بحول الله تعالى لنتحدث عن الهدايا الأخرى التي ستأخذها من تلك الجائزة
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
الإخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سنتحدث اليوم بحول الله تعالى وتوفيقه عن قول الله تعالى في ختام سورة العنكبوت
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين
وسورة العنكبوت بدأت بالآيات الكريمة من قوله تعالى
{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين}
فماالذي نتعمله من هذه الاية الكريمة العظيمة؟
من معاني الجهاد العظيمة أن تجاهد نفسك وهواك في الله تعالى كما تقول الاية الكريمة "جاهَدوا فينا" يعني من أجلنا. أي من أجل الله تعالى
ما هو جزاء من يجاهد نفسه وشيطانه من أجل الله تعالى؟
يحصل على جائزة ثمينة جداً وهي أكبر جائزة يحصل عليها المسلم في حياته كلها
وهذه الجائزة هي قوله تعالى في ذات الآية الكريمة
"لنهدينهم سبلنا"
وهذه السبل التي تعتبر الجائزة لمن يجاهد نفسه وشيطانه من أجل الله تعالى هي الطرق التي يحتاجها الإنسان للوصول إلى رضى الله تعالى
فما هو الجهاد في الله تعالى الذي تتحدث عنه الآية الكريمة؟
نعيش أيها الإخوة والأخوات كما تعلمون في وسط مستنقعات مجتمعية من الخطايا والأخطاء والذنوب والكبائر تحيط بنا من كل جانب على مدار الساعة في عصر هو لاشك أسوأ العصور على الإطلاق منذ جاء الإسلام
ومجاهدة النفس اليوم ليست أبداً كمجاهدتها أيام النبي صلى الله عليه وسلم أو حتى أيام الصحابة والتابعين
الحياة اليوم مليئة بالشهوات والمغريات التي ما كانت تخطر على بال الناس حتى قبل 60 سنة
كثير من الناس يظنون أن المجاهد في أمتنا هو فقط الذي يحمل السيف أو السلاح ليقارع به أعداء يدفعهم عن احتلال ارضه او العدوان عليه وعلى مجتمعه ولا ننكر ابداً عظم قدر وقيمة هذا الجهاد فالدفاع عن الأوطان او تحريرها هو من أسمى الأفعال
بينما هناك جهاد كبير جداً وعظيم جداً في حياتنا نحن المسلمين، قليلاً ما تحدث عنه المتحدثون بالطريقة التي يعطونه فيها قدره ومكانته الكبيرة
يتحدث العلماء عن مقاومة الشهوات ومقاومة الشيطان دوماً وينصحون الناس بالابتعاد عن كل هذا
لكن نريد نحن كمجتمعات مسلمة أن نفهم حقيقة غائبة عنا كثيراً وهي أن المسألة ليست فقط مقاومة شهوات وترك للحرام
الموضوع يحتاج ان يعطى له قيمته الحقيقية وان نفهمه بصيغته الحقيقية
القيمة الحقيقية لمجاهدة النفس هي أن جهاد النفس والشيطان ليس ابداً أقل من الوقوف في ساحة معركة حقيقية ولذلك هذا الجهاد العظيم ليس سهلاً او ممكن النجاح فيه ببساطة أو سهولة
والدليل أن الآية الكريمة بينت لنا أن مكافأة من ينجح في هذا الجهاد حتى ولو كان نجاحه بنسبة 90% فقط او اقل او اكثر أن هذا الناجح في هذا الجهاد سيحصل على جائزة لا تخطر على بال الكثيرين منا
هل نعلم ما معنى ان يقول الله تعالى أن هذا الناجح سيهديه الله تعالى الى سبله والى طريقه؟
يجب ان نتوقف مطولاً هنا
هناك نوعان من الناس
شخص لا يجاهد نفسه وهواه وشيطانه من أجل الله تعالى
هذا لا يحصل على جائزة سبل الله تعالى وطرقه إلا أن يشاء الله تعالى
فهو قد تمضي حياته دون ان يتذوق طعم هذه السبل وهذه الطرق العظيمة
وشخص نجح في سن العشرينيات او الاربعينيات او الستينيات في اختبار الجهاد الكبير هذا فهداه الله تعالى الى سبله والى طرقه
الان
ما هي سبل الله تعالى وطرقه جل وعلا؟
هذا موضوع كبير لا يوفيه حقه ربما مئات المجلدات
لكني سأختصر قدر الاستطاعة
عندما ترى الدنيا صغيرة جداً أصغر من حبة عدس
فأنت قد هُديت إلى سبل الله تعالى
عندما ترى أذى الناس شيء لا يستحق التوقف عنده مهما بلغ فأنت قد هُديت إلى سبل الله تعالى
عندما تتوقف عن الكذب فأنت قد هُديت إلى سبل الله تعالى
عندما تتوقف عن الغيبة فأنت قد هُديت إلى سبل الله تعالى
عندما تتوقف عن الحسد فأنت قد هُديت إلى سبل الله تعالى
عندما تتوقف عن ظلم الآخرين فأنت قد هُديت إلى سبل الله تعالى
إذاً ما هو المسمى الذي يمكن ان نطلقه على سبل الله تعالى؟ سبل يعني مجموع فهي مجموعة من السبل اي الطرق وليست طريق واحدة. لأن الله تعالى يقول سبل وليس سبيل واحد والسبل هنا أصبحت عدة طرق تلتقي كلها في نهاية الخط لتتجمع في خط واحد وفي سبيل وطريق واحدة ونهاية الطريق فقط على باب الجنة
فأحد هذه السبل المتعددة هو
الحكمة
حين تمتلك ما قُلتُهُ آنفاً من فضائل
تتوقف عن الكذب والنميمة والغيبة وبغض الناس والاساءة اليهم وحسدهم وووو
فهذه اسمها الحكمة
إذاً واحدة من تلك السبل هي سبيل الحكمة
والحكمة ببساطة هي قول وفعل المناسب في الوقت المناسب وفي المكان المناسب ومع الشخص المناسب وفي الظرف المناسب
فأنت حين تتوقف عن الكذب فأنت تفعل ذلك لأنك أدركت انك يجب ان تقول الكلام المناسب
وهذا المناسب يعني اي الكلام الذي يناسب المنهج
والمنهج هو القانون الذي وضعه الله تعالى لك أي شريعته
إذاً الحكمة تدفعك الى فعل المناسب
تدفعك الى ترك الكذب لأنه غير مناسب
ترك الغيبة لانها غير مناسبة
ترك ظلم الآخرين لأنه غير مناسب
ترك كل فعل غير مناسب لأنه لا يناسب
لا يناسب المنهج
ومن السبل التي وعد الله تعالى عباده ان يمنحهم إياها إذا جاهدوا فيه ايضاً
مخافة الله تعالى
فهذه إذاً سبيل أخرى غير سبيل الحكمة
صحيح اننا جميعاً نخاف الله تعالى
لكن أنظر معي أخي الفاضل وأختي الفاضلة
هناك فرق بين أن نخاف الله تعالى لفظاً
وبين أن نخافه سبحانه واقعاً وحقيقةًً
أوقف اي شخص في الشارع
قل له هل تخاف الله تعالى
فوراً سيقول لك
نعم بالطبع ماذا تقول يا رجل؟ هل هناك عاقل لا يخاف الله تعالى؟
يبتعد عنك قليلاً يمسك هاتفه
تمشي وراءه (صورة مجازية طبعاً)
يسب فلان على الهاتف
إذاً نعم هو يخاف الله تعالى
لكن يخافه لفظاً
ملايين المسلمين يخافون الله تعالى لكن
لنسألهم واحد واحد
لفظاً
أم
حقيقةً؟
الله تعالى أعلم بهم وبنا جميعاً
لسنا قيمين على خلق الله تعالى
ولكن نضرب أمثلة
الآن
هل أنت من الذين يخافون الله تعالى
لفظاً
أم
حقيقةً؟
حين تجاهد في الله تعالى اي تجاهد من اجل الله تعالى ثم ينعم الله تعالى عليك بالتوفيق وتحصل على الجائزة الكبيرة
تتحول من طريق الخوف من الله تعالى لفظاً
إلى طريق الخوف من الله تعالى
حقيقةً
إذاً هذه واحدة من السبل التي ستحصل عليها ضمن تلك الهدية الكبيرة
قلنا إذاً الأولى سبيل الحكمة
والثانية الآن
سبيل مخافة الله تعالى حقاً
لماذا ستصبح تخاف الله تعالى حقاً
لأن جاهدت نفسك لكي تنتقل من صفة الخوف من الله تعالى لفظاً فلما جاهدت نفسك وتعبت ومنعتها عن المعاصي وهذبتها وقومتها ونهرتها بسبب خوفك من الله تعالى حقيقةً لما فعلت ذلك ورفضت ان تسمح لنفسك ان تواصل فعل ما اعتادت عليه من الاخطاء
ماذا يعني كل هذا؟
هذا تعب
هذه مجاهدة
هل تعبت ام لم تتعب؟
تعبت كثيراً
اذاً هل تستحق الجائزة حين ستنجح بتوفيق من الله تعالى أم لا؟
نعم تستحق الجائزة
الجائزة عبارة عن عدة هدايا وهذه الهدايا هي طرق وسبل ومسارات
لماذا استحققت السبيل الثانية؟
لأنك تعبت لكي تُغيير بحول الله تعالى وتوفيقه الحالة التي كنت عليها
هل أجبرك أحد ان تجاهد في الله تعالى؟
لا
يمكنك ان لا تجاهد في الله تعالى
يمكنك ان تواصل حتى خروج روحك من جسدك وانت تكذب وانت تغتاب وانت تفعل وتفعل وتفعل وتفعل
لم يجبرك أحد
لكن انت أجبرت نفسك
انت اخذت قرار
القرار هو أنا لا اريد ان ابقى هكذا
فلما اخذت القرار وجدت المسألة صعبة جداً
نعم ليست سهلة اكيد لم تجدها سهلة ابداً، وإلا لماذا سماها الله تعالى جهاداً
طالما ان الله تعالى وصفها بأنها جهاد فهي صعبة وشاقة
ولذلك ليس كل الناس تصبر على هذه الطريق
حتى الذين صبروا على هذه الطريق لا يظنوا ابداً أنهم نجو
اليوم انت ترى انك نجوت
وترى انك بدأت تحصل على الهدايا الموجودة في الجائزة
حصلت على هدية الحكمة جميل
حصلت على هدية مخافة الله حقاً جميل
لكن لا تظن انك انتهيت
والمشكلة الكبرى ان تظن ان هذه الهداية لا يمكن ان تؤخذ منك
هنا المشكلة
الله تعالى يقول "جاهَدوا فينا" وأن هؤلاء سيهديهم الله تعالى الى سبله
فالله تعالى سيهديك الى السبل والى الطرق لكي تضع قدميك عليها لكن انت ستكون في اول تلك الطرق في بداية المشي على تلك الطرق وليس في آخرها
فهدايتك الى الطريق ليس وضعك على آخرها وانتهت المسألة
هدايتك الى الطرق تعني انارة ضوء لك لكي تراها فتبدأ أنت إن شاء الله تعالى لكَ التوفيق، تبدأ أنت ببذل المجهود والتعب والمشقة لكي تسير عليها
فالله تعالى سيهديك الى الفهم
سيهديك الى معرفة الحقائق التي كانت غائبة عنك
كل هذا جميل
كل هذا سيغير حياتك
سيجعل سلوكك مختلف ونظرتك للدين والدنيا والناس وكل شيء مختلفة
لكن الله سبحانه وتعالى سينعم عليك بجائزة مشروطة
وهذه الجائزة انه سبحانه وتعالى سيضعك على اول الطريق
لاتظن ان هذا امر صغير أو شيء بسيط
لا ابداً
هذه الطريق ربما مليارات البشر لم يمشوا عليها ومشوا على الطرق الأخرى، الله تعالى أعلم بعدد من لم يمشوا على طرقه وسبله
إن أنت وقفت على هذه الطريق ووضعك الله تعالى عليها فهذه نعمة عظيمة جداً جداً ليس هذا بالأمر السهل ابداً
فلا تظن انك حين تهتدي الى سبل الله تعالى ان الله تعالى سيضعك على باب الجنة
لا.. لازلت تحت الاختبار في الدنيا
لكن هل تظن انه شيء بسيط أن الله تعالى سيضعك على أول الطريق
لا ابداً ليس شيئاً بسيطاً أبداً
إذاً سيضعك الله تعالى على أول طريق الحكمة فإن واصلت المجاهدة لازمتك الحكمة حتى باب الجنة
والله تعالى سيضعك على أول طريق الخوف من الله تعالى حقيقةً وليس لفظاً
فإن أنت واصلت المجاهدة ستلازمك مخافة الله تعالى حقيقةً حتى تصل الى باب الجنة
وهكذا
وعلينا ان ندرك أن
هذه الطريق موجودة امام كل واحد منا
لكن تحتاج الى مصباح لكي نراها
هي امامك طيلة الوقت
لكن هذا المصباح لا يعمل ابداً إلا في حالةْ أنك
جاهدت في الله تعالى
هذا المصباح ينيره الله تعالى لك إن شاء لكن متى؟
حين تثبت أنك تريد ان ترى تلك الطريق وإصرارك على أن يضيء الله سبحانه وتعالى لك المصباح هو المجاهدة فالمجاهدة إصرار وتصميم منك لرؤية الطريق
كثير من لا يعيشون بهذا التصميم ولا يصرون على أن تنار لهم الطريق
فإذاً تجاهد نفسك وشيطانك وهواك وتثبت على هذه المجاهدة قدر المستطاع
ليس مطلوباً منك ان تكون نبي او ملاك
لا ابداً ليس معنى المجاهدة انك ستتحول الى شخص معصوم
ابداً لن يحدث لك هذا لأنك لست نبي او رسول
لكن سدد وقارب
ابذل ما يمكنك بذله من جهد
سيضيء المصباح امامك
وحين يضيء المصباح ستجد نفسك انك واقف على طريق مظلمة فإن أضاء الله تعالى لك مصباح طريقه وسبيله سبحانه وتعالى انطفأ تلقاءياً وفوراً وهم الضوء الذي كان الشيطان قد اضاءه لك وانت تسير على طريقه
وستجد اقدامك قريبة جداً من الطريق الذي أنار الله تعالى لك المصباح لتتجه إليه وتمشي فيه
حينها ستضع اقدامك على تلك الطريق
وتذكر انك يجب أن لا تظن انك قد بلغت اعلى المراتب
وتذكر انك حين يضيء لك ذلك المصباح وتبدأ خطواتك على طريق الله تعالى وسبيله تذكر ان هذا لا يعني ابداً أنك اصبحت أفضل من غيرك
ولا تظن ابدا انك اصبحت العابد التقي الذي لا مثيل له
ولا تظن ابداً انك اصبحت من اهل الجنة وانك ضمنتها
ولا تظن ابداً حين يضاء لك المصباح أنك اصبحت افضل من فلان وعلان
لا ابداً فإن هذه الأفكار ممكن ان تجعل المصباح ينطفىء من جديد فتسقط على وجهك فيتلقفك الشيطان بوهم ضوءه الكاذب الخادع فتخطو على طريق الشيطان حتى آخر العمر والعياذ بالله تعالى
واي غرور حتى لو لم تبديه لمن حولك قد يغضب الله تعالى عليك فيحرمك من ان يضيء لك المصباح الذي يدل على طريقه مرة أخرى
وللحديث بقية بحول الله تعالى لنتحدث عن الهدايا الأخرى التي ستأخذها من تلك الجائزة
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الطريق الي الحق- عضو ذهبي
- عدد المساهمات : 176
نقاط : 355045
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 07/03/2015
مواضيع مماثلة
» في قوله تعالى:"ولربك فاصبر"
» في قوله تعالى:"ولربك فاصبر"
» نبوءات اشعياء المذكور في القرٱن في قوله تعالى وقال نبيئ لهم..عن المهدي واحداث اخر الزمان
» صحح أفكارك.. حقيقة حب الله تعالى
» كبة البطاطس علي الطريقه الروسيه مُساهمة
» في قوله تعالى:"ولربك فاصبر"
» نبوءات اشعياء المذكور في القرٱن في قوله تعالى وقال نبيئ لهم..عن المهدي واحداث اخر الزمان
» صحح أفكارك.. حقيقة حب الله تعالى
» كبة البطاطس علي الطريقه الروسيه مُساهمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أبريل 19, 2018 9:33 pm من طرف صاحب سليمان
» كثُر ادعاء المهدوية ولا يمكن ان يكون بناءا على رؤى منامية | كثرة الرؤى إشارة بينة أن هذا زمان خروجه
الخميس أبريل 19, 2018 9:31 pm من طرف صاحب سليمان
» صفة وجود يأجوج ومأجوج من القرآن هل هم كما يًتصور "مقفولين أو تحت الأرض"؟ أم لا؟ وهل هناك مبرر لهذا الاعتقاد؟
الخميس أبريل 19, 2018 9:26 pm من طرف صاحب سليمان
» ظهر [ذو السويقتين] هَـادِمِ الـكَـعْـبَـةِ الرجل الأسود من الحبشة ومخرج كنوزها | من السودان وباسم سليمان
الخميس أبريل 19, 2018 9:24 pm من طرف صاحب سليمان
» المهدي المنتظر هو المسيح المنتظر هو عيسى بن مريم في ميلاده الثاني هو مكلم الناس,هو إمام الزمان وقطبه
الخميس أبريل 19, 2018 9:20 pm من طرف صاحب سليمان
» سيقول أكثرهم ما سمعنا بخبر المسيح, يقولون لو أنكم أصررتم وأوضحتم |ظهر المهدي المنتظر
الخميس أبريل 19, 2018 9:17 pm من طرف صاحب سليمان
» عاجل ,,,,مطلوب مشرفين ومدير لهذا المنتدى
الإثنين سبتمبر 25, 2017 12:48 pm من طرف هاني
» رحله بلا عوده
الجمعة مارس 17, 2017 7:57 pm من طرف أبو البقاع
» سؤال مهم لمن يعرف التاريخ البشري
الجمعة مارس 17, 2017 7:53 pm من طرف أبو البقاع