الف باء دنيا وآخرة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اخوتي الكرام

حياتنا كلها هذه التي نراها بكل تفاصيلها الشديدة التفرع والتشعب تقوم على معادلة بسيطة جدا قصيرة جدا

كوكب الأرض يعيش عليه قبيلتين

أبناء سيدنا آدم عليه السلام

وإبليس وأبناءه

لكي نخرج من هذا الكوكب ونغادره إلى أرض الأفراح

على كل واحد منا ان ينتصر على الشخص المحارب له من القبيلة الأخرى

وعلى البشر كمجموعة أن ينتصروا على قبيلة ابليس وابناءه

كيف نفعل ذلك

لكل واحد طريقته واسلوبه

القاعدة واحدة وهي

التقوى

وكل واحد منا حر في ترتيب بيته وحياته ضمن هذا الإطار فلو اختلف الاسلوب لا بأس المهم ان تكون النتيجة موحدة في نهاية المطاف

التقوى تعني

لا تكذب... لا تخون... لا تتآمر... لا تنظر الى حرام... أعبد الله تعالى وأد ما عليك من فرائض ثابتة... أحسن إلى الناس.. لا تغتاب..لا تظلم.. لا ترتكب الذنوب والكبائر واعمل الصالحات

فقط انتهى الأمر ... ليس هناك شيء آخر إنه ليس اختراع الأمر ليس معقد فقط التزم

لا تستطيع ان تلتزم لأن لك صحبة لا تعينك على الخير

اعتزلهم .. بجرة قلم اعتزلهم فوراً

لماذا انت متمسك بهم؟ هل سينفعوك يوم القيامة؟

عليك بنفسك واهل بيتك فهؤلاء يحرم عليك اعتزالهم ففي نفسك وفيهم فجاهد

فلا جهاد بالسيف قبل ان يكون ثمة جهاد بالفكر

والنبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يهاجر ويبدأ الجهاد بالسيف ربى ونما فكراً وفهماً ومعرفة

لم يكونوا مجرد اشخاص يقرأون القرآن أولئك الذين آمنوا أول الناس

ابداً.. لم يكونوا مجرد أشخاص عاديين

كان كل واحد منهم رضي الله تعالى عنهم عبارة عن فكر ومنهج وثقافة وعلم ومعرفة يمشون جميعاً على ساقين وقد استقر هذا الفكر وهذه المعرفة والفهم في قلب كل رجل وامرأة من هؤلاء القادة

لكن الدنيا سريعة الانقضاء

فلا تنتظر اخي المسلم دولة تقيم منهاج النبوة فتقول لن ينصلح حالي حتى تقوم تلك الدولة

فأنت لا تدري أتحيا حتى غدك أم لا

أنت مراقب على مدار الساعة من قبل ابليس

ليس انت فقط

زوجتك

وابناءك

ابيك

وامك

واخوانك

وعشيرتك

ففي هؤلاء فلتجاهد وفي نفسك أولاً

انها رحلة في طائرة واحدة يركب على متنها كل البشر

هذه الطائرة تحط في مطار كلما جاء أوان نزول أحد ركابها

انها طائرة لا تتوقف وقودها مشتعل على الدوام ولا تحتاج للتزود بالوقود

والمطارات في كل مكان وكل موضع من الأرض فكل بيت هو مطار وكل مبنى على الارض هو مطار وكل موضع من الأرض صغر او كبر هو مطار

طائرة الدنيا تتوقف بنا كل يوم

نرى من ينزلون منها كلما كنا نجلس بالقرب منهم

فما ان ينزل من كتب له النزول حتى يغلق بابها وتقلع مرة أخرى

وبينما بابها يغلق تشخص أبصارنا كل مرة ونشعر بالخوف والرهبة في كل مرة ونحن نحدث أنفسنا

ترى متى ستهبط الطائرة لكي ننزل نحن؟

ولكل مطار بوابات

فهناك بوابات من أطاعوا الله تعالى وأطاعوا رسوله صلى الله عليه وسلم واتقوا الله تعالى حق التقوى فهؤلاء لهم بوابة كبار الشخصيات

يتم استقبالهم بالورود والوجوه المنيرة وتطمئن نفوسهم بعد ان اقلعت الطائرة وفيها أهلهم واحبتهم فهم ليسوا وحيدين

وهناك بوابة المقصر الذي يخلط عملاً صالحاً بآخر سيئاً.. فهؤلاء بوابتهم لا يعلم طبيعتها إلا الله تعالى ولكنهم على خطر ان يكون استقبالهم ليس كما يتمنى المسلم

وهناك بوابة أهل الكبائر من أمتنا ولا يعلم ما سيلاقونه من استقبال حين ينزلون إلا الله تعالى

أما بوابة أهل النار أياً كانت ملتهم ودينهم ومنهم المنافقين من أمتنا فهؤلاء تترائى لهم نار وهم يقتربون من بوابتهم ويؤخذون بالنواصي والأقدام

فاختر أي البوابات شئت وأحببت

فإن رغبت ببوابة كبار الشخصيات فلمثل هذا فليعمل العاملون

سدد الله خطى كل مسلم ومسلمة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته