المواضيع الأخيرة
بحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 312 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 312 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 397 بتاريخ الجمعة نوفمبر 22, 2024 9:55 am
أفضل 10 فاتحي مواضيع
هوائيات | ||||
بدأ الأمر | ||||
هُدهدُ | ||||
دكتور خليل | ||||
هاني | ||||
فارقليط | ||||
طائر السماء | ||||
العقاد الأكدي | ||||
يماني | ||||
حارث |
دخول
معني الشيعه وتاريخهم
صفحة 1 من اصل 1
معني الشيعه وتاريخهم
أولاً: الشيعة في اللغة والاصطلاح, والرفض في اللغة والاصطلاح
1 - الشيعة في اللغة: شيعة الرجل: أتباعه وأنصاره, ويقال: شايعه, كما يقال: والاه من الولى .. وتشيع الرجل أي: ادعى دعوى الشيعة, وتشايع القوم صاروا شيعًا, وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعضهم فهم شيع, وقوله تعالى: {كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ} [سبأ:54]. أي بأمثالهم من الأمم الماضية (1) وجاء في المصباح المنير: والشيعة الأتباع والأنصار, وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة, ثم صارت الشيعة نبرًا -أي وصفًا- جماعة مخصوصة والجمع شيع مثل: سدرة وسدر, والأشياع جمع الجمع, وشيعت رمضان بست من شوال أتبعته بها (2) فالشيعة من حيث مدلولها اللغوي تعني: القوم والصحب والأتباع والأعوان, وقد ورد هذا المعنى في بعض آيات القرآن الكريم كما في قوله تعالى: {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص:15] , وقوله تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ} [الصافات:83] , فلفظ الشيعة في الأولى: تعني القوم, وفي الثانية: تشير إلى الأتباع الذين يوافقون على الرأي والمنهج ويشاركون فيهما.
2 - تعريف الشيعة في الاصطلاح: إن تعريف الشيعة مرتبط أساسًا بأطوار نشأتهم, ومراح التطور العقائدي لهم, ذلك أن من الملحوظ أن عقائد الشيعة وأفكارها في تغير وتطور مستمر, فالتشيع في العصر الأول غير التشيع فيما بعده, ولهذا كان الصدر الأول لا يسمى شيعيًا إلا من قدم عليًا على عثمان (1) , ولذلك قيل: شيعي وعثماني, فالشيعي من قدم
عليًا على عثمان, فعلى هذا يكون التعريف للشيعة في الصدر الأول: أنهم الذين يقدمون عليًا على عثمان فقط (2). ولهذا ذكر ابن تيمية: أن الشيعة الأولى الذين كانوا على عهد علي كانوا يفضلون أبا بكر وعمر (3) , وقد منع شريك بن عبد الله -وهو ممن يوصف بالتشيع -إطلاق اسم التشيع على من يفضل عليًا على أبي بكر وعمر, وذلك لمخالفته لما تواتر
عن علي في ذلك.
والتشيع: يعني المناصرة والمتابعة لا المخالفة والمنابذة (4) , وروى ابن بطة عن شيخه المعروف بأبي العباس بن مسروق قال: حدثنا محمد بن حميد, حدثنا جرير, عن سفيان, عن عبد الله بن زياد بن جرير قال: قدم أبو إسحاق السبيعي الكوفة, فقال لنا شهر بن عطية: قوموا إليه, فجلسنا إليه, فتحدثوا, فقال أبو إسحاق: خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما, وقدمت الآن (5) وهم يقولون: ولا والله ما أدري ما يقولون. قال محب الدين الخطيب: هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع, فإن أبا إسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة وعالمها (6) , ولد في خلافة أمير المؤمنين عثمان قبل شهادته بثلاث سنين, وعمر حتى توفى سنة 127 هـ , وكان طفلاً في خلافة أمير المؤمنين علي, وهو يقول عن نفسه: رفعني أبي حتى رأيت علي بن أبي طالب يخطب, أبيض الرأس واللحية, ولو عرفنا متى فارق الكوفة, ثم عاد فزارها, لتوصلنا إلى معرفة الزمن الذي كان فيه شيعة الكوفة يرون ما يراه إمامهم من تفضيل أبي بكر, وعمر, ومتى أخذوا يفارقون عليًا ويخالفونه فيما كان يؤمن به, ويعلنه على منبر الكوفة من أفضلية أخويه, صاحبي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ووزيريه وخليفتيه على أمته في أنقى وأطهر أزمانها (1) , وقال ليث بن أبي سليم: أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحدًا (2).
وذكر صاحب مختصر التحفة: إن الذين كانوا في وقت خلافة الأمير رضي الله عنه من المهاجرين والأنصار, والذين اتبعوهم بإحسان, كلهم عرفوا له حقه, وأحلوه من الفضل محله, ولم ينتقصوا أحدًا من إخوانه أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فضلاً عن إكفاره وسبه (3) , ولكن لم يظل التشيع بهذا النقاء والصفاء والسلامة والسمو, بل إن مبدأ التشيع تغير, فأصبحت الشيعة شيعًا, وصار التشيع قناعًا يتستر به كل من أراد الكيد للإسلام والمسلمين من الأعداء الموتورين الحاسدين ... ولهذا نسمي الطاعنين على الشيخين الرافضة, لأنهم لا يستحقون وصف التشيع (4) , ومن عرف التطور العقدي لطائفة الشيعة لا يستغرب وجود طائفة من أعلام المحدثين, وغير المحدثين من العلماء والأعلام أطلق عليهم لقب الشيعة, وقد يكونون من أعلام السُنَّة, لأن التشيع في زمن السلف مفهومًا وتعريفًا غير المفهوم والتعريف المتأخر للشيعة.
ولهذا قال الذهبي في معرض الحديث عمن رمى ببدعة التشيع: إن البدعة على ضربين, فبدعة صغرى, كغلو التشيع, أو كالتشيع بلا غلو, فهذا كثير في التابعين, وأتباعهم مع الدين والورع والصدق, فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية, وهذه مفسدة بينة, ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل, والغلو فيه, والحط من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, والدعاء إلى ذلك, فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة أيضًا, فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقًا ولا مأمونًا, بل الكذب شعارهم, والتقية والنفاق دثارهم, فكيف يقبل نقل من هذا حاله, حاشا وكلا, فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير, وطلحة ومعاوية, وطائفة ممن حارب عليًا رضي الله عنه وتعرض لسبهم, والغالي في زمننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين فهذا ضال مفترٍ (1) , إذن التشيع درجات, وأطوار, ومراحل, كما أنه فرق وطوائف, وقبل أن ندع الحديث حول تعريف الشيعة نشير إلى أنه يلحظ على تعريفات الشيعة الواردة في معظم كتب المقالات, أنها دأبت على القول في التعريف للشيعة الإمامية بأنهم أتباع علي .. إلخ.
وهذا يؤدي إلى نتيجة خاطئة تخالف إجماع الأمة كلها, هذه النتيجة أن يكون علي شيعيًا يرى ما يراه الشيعة, وعلي رضي الله عنه برئ مما تعتقده الشيعة فيه وفي بنيه ولذلك لابد من وضع قيد واحتراز في التعريف رفعًا للإبهام, فيقال: هم الذين يزعمون اتباع علي, حيث إنهم لم يتبعوا عليًا على الحقيقة, وليس أمير المؤمنين على ما يعتقدون (2) , أو يقال: بأنهم المدعون التشيع لعلي, أو الرافضة, ولذلك عبر عنهم بعض أهل العلم بقوله: الرافضة المنسوبون إلى شيعة علي (3) , فهم أيضًا ليسوا على منهج شيعة علي المتبعين له, بل هم أدعياء ورافضة (4).
3 - الرفض في اللغة هو: الترك, يقال رفضت الشيء: أي تركته (5) , فالرفض في اللغة معناه الترك والتخلي عن الشيء.
4 - الرافضة في الاصطلاح هي: إحدى الفرق المنتسبة للتشيع لآل البيت, مع البراءة من أبي بكر وعمر وسائر أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلا القليل منهم, وتكفيرهم لهم وسبهم إياهم (6) , قال الإمام أحمد رحمه الله: الرافضة: هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويسبونهم وينتقصونهم (1). وقال عبد الله بن أحمد -رحمه الله-: سألت أبي عن الرافضة؟ , فقال: الذين يشتمون أو يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما (2).
وقال أبو القاسم التيمي بقوام السنة في تعريفهم: وهم الذين يشتمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ورضي عن محبيهما (3) , وقد انفردت الرافضة من بين الفرق المنتسبة للإسلام بمسبة الشيخين أبي بكر وعمر, دون غيرها من الفرق الأخرى, وهذا من عظيم خذلانهم, قاتلهم الله (4).
يقول ابن تيمية رحمه الله: فأبو بكر وعمر رضي الله عنهما أبغضتهما الرافضة ولعنتهما, دون غيرهم من الطوائف (5) , وقد جاء في كتب الرافضة ما يشهد لهذا, وهو جعلهم محبة الشيخين وتوليهما من عدمهما هو الفارق بينهم وبين غيرهم ممن يطلقون عليهم النواصب, فقد روى الدرازي عن محمد بن علي بن موسى قال: كتبت إلى علي بن محمد عليه السلام (6) عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت (7) , واعتقاد إمامتهما؟ , فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب (.
5 - سبب تسميتهم رافضة: يرى جمهور المحققين أن سبب إطلاق هذه التسمية على الرافضة, لرفضهم زيد بن علي وتفرقهم عنه بعد أن كانوا في جيشه, حين خروجه على هشام بن عبد الملك, في سنة إحدى وعشرين ومائة, وذلك بعد أن أظهروا البراءة من الشيخين فنهاهم عن ذلك. يقول أبو الحسن الأشعري: وما كان زيد بن علي يفضل علي ابن أبي طالب على سائر أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويتولى أبا بكر وعمر, ويرى الخروج على أئمة الجور, فلما ظهر في الكوفة في أصحابه الذين بايعوه سمع من بعضهم الطعن في أبي بكر وعمر, فأنكر ذلك على من سمعه منه فتفرق عنه الذين بايعوه فقال لهم: رفضتموني (1) , فيقال: إنهم سموا رافضة لقول زيد لهم: رفضتموني, وبهذا القول قال قوام السنَّة (2) , والرازي (3) , والشهرستاني (4) , وابن تيمية (5) رحمهم الله وذهب الأشعري في قول آخر: إلى أنهم سموا بالرافضة لرفضهم إمامة الشيخين, قال: وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر
6 - رافضة اليوم: والرافضة اليوم يغضبون من هذه التسمية ولا يرضونها, ويرون أنها من الألقاب التي ألصقها بهم مخالفوها, يقول محسن الأمين: الرافضة لقب ينبز به من يقدم عليًا رضي الله عنه في الخلافة وأكثر ما يستعمل للتشفي والانتقام (7) , ولهذا يتسمون اليوم الشيعة, وقد اشتهروا بهذه التسمية عند العامة, وقد تأثر بذلك بعض الكتاب والمثقفين, فنجدهم يطلقون عليهم هذه التسمية, وفي الحقيقة أن الشيعة مصطلح عام يشمل كل من شايع عليًا رضي الله عنه ( , وقد ذكر أصحاب الفرق والمقالات أنهم ثلاثة أصناف:
أ- غالية: وهم الذين غلوا في علي وادعوا فيه الإلهية أو النبوة.
ب- ورافضة: وهم الذين يدعون النص على استخلاف علي, ويتبرؤون من الخلفاء قبله وعامة الصحابة.
ج- وزيدية: وهم أتباع زيد بن علي, الذين كانوا يفضلون عليًا على سائر الصحابة ويتولون أبا بكر وعمر (1). فإطلاق الشيعة على الرافضة من غير تقييد لهذا المصطلح غير صحيح, لأن هذا المصطلح يدخل فيه الزيدية (2) , وهم يتولون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما, بل أن تسميتهم بالشيعة يوهم التباسهم بالشيعة القدماء الذين كانوا في عهد علي رضي الله عنه ومن بعدهم, فإن هؤلاء مجمعون على تفضيل الشيخين على علي رضي الله عنه, وإنما يرون تفضيل عليّ على عثمان, وهؤلاء كان فيهم كثير من أهل العلم ومن هو منسوب إلى الخير والفضل, ويقول ابن تيمية رحمه الله: ولهذا كان الشيعة المتقدمون الذين صحبوا عليًا, أو كانوا في ذلك الزمان, لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر, وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان (3) , ولذا فإن تسمية «الرافضة» بالشيعة من الأخطاء البينة الواضحة التي وقع فيها بعض المعاصرين, تقليدًا للرافضة في سعيهم للتخلص من هذا الاسم لما رأوا من كثرة ذم السلف لهم, ومقتهم إياهم, فأرادوا التخلص من ذلك الاسم تمويهًا وتدليسًا على من لا يعرفهم بالانتساب إلى الشيعة على وجه العموم, فكان من آثار ذلك ما وقع فيه بعض الطلبة المبتدئين ممن لا يعرفوا حقيقة المصطلحات من الخلط الكبير بين أحكام الرافضة وأحكام الشيعة, لما تقرر عندهم إطلاق مصطلح التشيع على الرافضة, فظنوا أن ما ورد في كلام أهل العلم المتقدمين في حق الشيعة أنه يتنزل على الرافضة في حين أن أهل العلم يفرقون بينهما في كافة أحكامهم (4)
وقد حدد في هذا الحديث صفات الرافضة الذي يجب قتالهم (عن أم سلمة قالت: كانت ليلتي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندي، فأتته فاطمة فسبقها علي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا علي أنت وأصحابك في الجنة، إلا أنه ممن يزعم أنه يحبك أقوام يرفضون الإسلام ثم يلفظونه، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، لهم نبز يقال لهم: الرافضة، فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون ". قلت: يا رسول الله ما العلامة فيهم؟ قال: " لا يشهدون جمعة ولا جماعة، ويطعنون على السلف الأول ".)
فمواصفات الرافضة هي :
1- لا يصلون صلاة الجمعه .
2- لا يصلون صلاة الجماعة في المساجد مع الناس
3- يطعنون ويسبون السلف الاول وهم ابابكر وعمر رضي الله عنهم ..
وعليه فإن من الواجب أن يسمى هؤلاء الروافض بمسماهم الحقيقي الذي اصطلح عليه أهل العلم وعدم تسميتهم بالشيعة على وجه الإطلاق, لما في ذلك من اللبس والإيهام, وإذا ما أطلق عليهم مصطلح «التشيع» , فينبغي أن يقيد بما يدل عليهم خاصة, كأن يقال «الشيعة الإمامية» , أو «الشيعة الاثنى عشرية» على ما جرت بذلك عادة العلماء عند ذكرهم (5) , والله تعالى أعلم.
ثانيًا: نشأة الشيعة الرافضة وبيان دور اليهود في نشأتهم
أول ما دعا إلى أصول عقائد الشيعة الرافضة التي انبنت عليها عقائدهم الأخرى: رجل يهودي اسمه عبد الله بن سبأ , أسلم في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه, وأخذ يتنقل بين أمصار المسلمين للدعوة لهذا المعتقد الفاسد, وهذا نص ما ذكره الطبري في تاريخه قال: كان عبد الله بن سبأ يهوديًا أمه سوداء فأسلم زمن عثمان, ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم فبدأ بالحجاز, ثم البصرة, ثم الكوفة, ثم الشام, فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام, فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم, فقال لهم فيما يقول: العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع, ويكذب بأن محمدًا يرجع وقد قال الله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص:85] , فمحمد أحق بالرجوع من عيسى, قال: قبل ذلك عنه, ووضح لهم الرجعة فتكلموا فيها ثم قال لهم بعد ذلك: إنه كان ألف نبي ولكل نبي وصي, وكان علي وصي محمد, ثم قال: محمد خاتم الأنبياء, وعلي خاتم الأوصياء, ثم قال لهم بعد ذلك: من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ووثب على وصي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتناول أمر الأمة, ثم قال لهم بعد ذلك: إن عثمان أخذها بغير حق, وهذا وصي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فانهضوا في هذا الأمر فحركوه, وابدؤوا الطعن على أمرائكم, وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, تستميلوا الناس وادعوهم إلى هذا الأمر, فبث دعاته وكاتب من كان استفسده في الأمصار وكاتبوه, ودعوه في السر إلى ما عليه رأيهم (1).
وهكذا كانت بداية الرفض, وما زالت تلك العقائد التي دعا إليها ابن سبأ تسير في نفوس أناس من أهل الزيغ والضلال, وتتشربها قلوبهم وعقولهم حتى كان من ثمارها مقتل الخليفة الراشد ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد هذه الشرذمة الفاسدة, حتى إذا ما جاء عهد ابن أبي طالب بدأت تلك العقائد تظهر إلى الوجود أكثر من ذي قبل,إلى أن بلغت عليًا رضي الله عنه فأنكرها أشد ما يكون الإنكار وتبرأ منها ومن أهلها, ومما صح في ذلك عن علي رضي الله عنه ما رواه ابن عساكر عن عمار الدهني قال: سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت المسيب بن لجبة أتى به ملببه يعني -ابن السوداء- وعليّ على المنبر, فقال علي: ما شأنه؟ , فقال: يكذب على الله ورسوله (1) , وعن يزيد بن وهب عن علي قال: مالي ولهذا الحميت (2) الأسود (3). ومن طريق يزيد بن وهب أيضًا عن سلمة عن شعبة قال علي بن أبي طالب: مالي ولهذا الحميت الأسود -يعني عبد الله بن سبأ- وكان يقع في أبي بكر وعمر (4) , وهذه الروايات ثابتة عن علي رضي الله عنه بأسانيد صحيحة (5) , وحكى المؤرخون وأصحاب الفرق والمقالات أن ابن سبأ ادعى الربوبية في علي -رضي الله عنه- فأحرقه علي هو وأصحابه بالنار (6) , يقول الجرجاني: السبئية من الرافضة ينسبون إلى عبد الله بن سبأ وكان أول من كفر من الرافضة, وقال: علي رب العالمين, فأحرقه علي وأصحابه بالنار (7). ويقول الملطي في معرض حديثه عن السبئية: هم أصحاب عبد الله بن سبأ.
قالوا لعلي رضي الله عنه: أنت. قال: ومن أنا؟ , قالوا: الخالق الباري, فاستتابهم فلم يرجعوا, فأوقد لهم نارًا ضخمة وأحرقهم وقال مرتجزًا:
لما رأيت الأمر أمرًا منكرًا ... أججت ناري ودعوت قنبرًا (
وذهب بعض المؤرخين إلى أن عليًا رضي الله عنه لم يحرق ابن سبأ وإنما نفاه إلى المدائن, ثم ادعى بعد موت علي رضي الله عنه أن عليًا لم يمت, وقال لمن نعاه: لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة ما صدقنا موته (1) , ولعل القول الأول هو الصحيح ويشهد له ما جاء في صحيح البخاري, عن عكرمة قال: أتى علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا تعذبوا بعذاب الله» ولقتلتهم لقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من بدل دينه فاقتلوه» (2) , قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث بعد أن ذكر بعض الروايات في هؤلاء المحرقين وفيها: أنهم ناس كانوا يعبدون الأصنام, وفي بعضها أنهم قوم ارتدوا عن الإسلام, وعلى اختلاف بين الروايات في تعيينهم قال بعد ذلك: وزعم أبو المظفر الإسفراييني في «الملل والنحل» أن الذين أحرقهم علي طائفة من الروافض ادعوا فيه الإلهية وهم السبئية, وكان كبيرهم عبد الله بن سبأ يهوديًا أظهر الإسلام, وابتدع هذه المقالة, وهذا يمكن أن يكون أصله: ما رويناه من حديث أبي طاهر المخلص من طريق عبد الله بن شريك العامري قال: قيل لعلي: إن هنا قومًا على باب المسجد يدعون أنك ربهم, فدعاهم وقال: ويلكم ما تقولون؟ , قالوا: أنت ربنا خالقنا ورازقنا (3) , ثم ساق بقية الرواية وفيها أن عليًا رضي الله عنه استتابهم ثلاثًا فلم يرجعوا, فحرقهم بالنار في أخاديد قد حفرت لهم, وقال:
لما رأيت الأمر أمرًا منكرًا ... أججت ناري ودعوت قنبرًا
قال ابن حجر: وهذا سند حسن (4) , والمقصود هنا هو ظهور عقائد الشيعة الرافضة المتمثلة في الغلو في علي رضي الله عنه في تلك الفترة الزمنية, وإمعان علي رضي الله عنه في عقوبتهم حتى قال ابن عباس ما قال, كما ثبت إنكار علي رضي الله عنه لكل العقائد الأخرى التي ظهرت في عهده, وانتظمت في سلك التشيع له كتفضيله على عامة الصحابة وتقديمه على الشيخين, وكان انتشار سب الصحابة والإزراء عليهم بين أولئك الضلال,
قال ابن تيمية رحمه الله: ولما أحدثت البدع الشيعة في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ردها وكانت ثلاث طوائف: غالية, وسبابة, ومفضلة,
فأما الغالية, فإنه حرقهم بالنار, فإنه خرج ذات يوم من باب كندة فسجد له أقوام فقال: ما هذا؟ , فقالوا: أنت هو الله. فاستتابهم ثلاثة فلم يرجعوا, فأمر في الثالث بأخاديد وأضرم فيها النار, ثم قذفهم فيها ..
وأما السبابة: فإنه لما بلغه من سب أبا بكر وعمر طلب قتله, فهرب منه إلى قرقيسيا وكلم فيه, وكان علي يداري أمراءه, لأنه لم يكن متمكنًا ولم يكن يطيعونه في كل ما يأمرهم به,
وأما المفضلة: فقال: لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفترين: فقال وروى عنه من أكثر من ثمانين وجهًا أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر (1) ,
وعلى كل حال فعقائد الرافضة مع ظهورها في عهد علي رضي الله عنه قد بقيت محصورة في أفراد لا تمثلها طائفة أو فرقة, حتى انقضى عهد علي رضي الله عنه وهي على تلك الحال.
وقد أفرد الدكتور سعدي الهاشمي عقيدة ابن سبأ والبدع التي نادى بها في رسالته «ابن سبأ حقيقة لا خيال» , وذكرها في كتابه «الرواة الذين تأثروا بابن سبأ». وأهم البدع التي نادى بها ابن سبأ, القول بالوصية, وهو أول من قال بوصية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعلي, وأنه خليفته على أمته من بعده بالنص, وأول من أظهر البراءة من أعداء علي رضي الله عنه بزعمه, وكاشف مخالفيه, وحكم بكفرهم, وأول من قال بإلهية علي رضي الله عنه وربوبيته, وكان أول من ادعى النبوة من فرق الشيعة الغلاة, وكان أول من أحدث القول برجعة علي رضي الله عنه إلى الدنيا بعد موته وبرجعة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وأول من ادعى أن عليًا رضي الله عنه هو دابة الأرض, وأنه هو الذي خلق الخلق وبسط الرزق, وقالت السبئية: إنهم لا يموتون, وإنما يطيرون بعد مماتهم وسموا بالطيارة, وقال قوم منهم -السبئية- بانتقال
1 - الشيعة في اللغة: شيعة الرجل: أتباعه وأنصاره, ويقال: شايعه, كما يقال: والاه من الولى .. وتشيع الرجل أي: ادعى دعوى الشيعة, وتشايع القوم صاروا شيعًا, وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعضهم فهم شيع, وقوله تعالى: {كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ} [سبأ:54]. أي بأمثالهم من الأمم الماضية (1) وجاء في المصباح المنير: والشيعة الأتباع والأنصار, وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة, ثم صارت الشيعة نبرًا -أي وصفًا- جماعة مخصوصة والجمع شيع مثل: سدرة وسدر, والأشياع جمع الجمع, وشيعت رمضان بست من شوال أتبعته بها (2) فالشيعة من حيث مدلولها اللغوي تعني: القوم والصحب والأتباع والأعوان, وقد ورد هذا المعنى في بعض آيات القرآن الكريم كما في قوله تعالى: {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص:15] , وقوله تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ} [الصافات:83] , فلفظ الشيعة في الأولى: تعني القوم, وفي الثانية: تشير إلى الأتباع الذين يوافقون على الرأي والمنهج ويشاركون فيهما.
2 - تعريف الشيعة في الاصطلاح: إن تعريف الشيعة مرتبط أساسًا بأطوار نشأتهم, ومراح التطور العقائدي لهم, ذلك أن من الملحوظ أن عقائد الشيعة وأفكارها في تغير وتطور مستمر, فالتشيع في العصر الأول غير التشيع فيما بعده, ولهذا كان الصدر الأول لا يسمى شيعيًا إلا من قدم عليًا على عثمان (1) , ولذلك قيل: شيعي وعثماني, فالشيعي من قدم
عليًا على عثمان, فعلى هذا يكون التعريف للشيعة في الصدر الأول: أنهم الذين يقدمون عليًا على عثمان فقط (2). ولهذا ذكر ابن تيمية: أن الشيعة الأولى الذين كانوا على عهد علي كانوا يفضلون أبا بكر وعمر (3) , وقد منع شريك بن عبد الله -وهو ممن يوصف بالتشيع -إطلاق اسم التشيع على من يفضل عليًا على أبي بكر وعمر, وذلك لمخالفته لما تواتر
عن علي في ذلك.
والتشيع: يعني المناصرة والمتابعة لا المخالفة والمنابذة (4) , وروى ابن بطة عن شيخه المعروف بأبي العباس بن مسروق قال: حدثنا محمد بن حميد, حدثنا جرير, عن سفيان, عن عبد الله بن زياد بن جرير قال: قدم أبو إسحاق السبيعي الكوفة, فقال لنا شهر بن عطية: قوموا إليه, فجلسنا إليه, فتحدثوا, فقال أبو إسحاق: خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما, وقدمت الآن (5) وهم يقولون: ولا والله ما أدري ما يقولون. قال محب الدين الخطيب: هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع, فإن أبا إسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة وعالمها (6) , ولد في خلافة أمير المؤمنين عثمان قبل شهادته بثلاث سنين, وعمر حتى توفى سنة 127 هـ , وكان طفلاً في خلافة أمير المؤمنين علي, وهو يقول عن نفسه: رفعني أبي حتى رأيت علي بن أبي طالب يخطب, أبيض الرأس واللحية, ولو عرفنا متى فارق الكوفة, ثم عاد فزارها, لتوصلنا إلى معرفة الزمن الذي كان فيه شيعة الكوفة يرون ما يراه إمامهم من تفضيل أبي بكر, وعمر, ومتى أخذوا يفارقون عليًا ويخالفونه فيما كان يؤمن به, ويعلنه على منبر الكوفة من أفضلية أخويه, صاحبي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ووزيريه وخليفتيه على أمته في أنقى وأطهر أزمانها (1) , وقال ليث بن أبي سليم: أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحدًا (2).
وذكر صاحب مختصر التحفة: إن الذين كانوا في وقت خلافة الأمير رضي الله عنه من المهاجرين والأنصار, والذين اتبعوهم بإحسان, كلهم عرفوا له حقه, وأحلوه من الفضل محله, ولم ينتقصوا أحدًا من إخوانه أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فضلاً عن إكفاره وسبه (3) , ولكن لم يظل التشيع بهذا النقاء والصفاء والسلامة والسمو, بل إن مبدأ التشيع تغير, فأصبحت الشيعة شيعًا, وصار التشيع قناعًا يتستر به كل من أراد الكيد للإسلام والمسلمين من الأعداء الموتورين الحاسدين ... ولهذا نسمي الطاعنين على الشيخين الرافضة, لأنهم لا يستحقون وصف التشيع (4) , ومن عرف التطور العقدي لطائفة الشيعة لا يستغرب وجود طائفة من أعلام المحدثين, وغير المحدثين من العلماء والأعلام أطلق عليهم لقب الشيعة, وقد يكونون من أعلام السُنَّة, لأن التشيع في زمن السلف مفهومًا وتعريفًا غير المفهوم والتعريف المتأخر للشيعة.
ولهذا قال الذهبي في معرض الحديث عمن رمى ببدعة التشيع: إن البدعة على ضربين, فبدعة صغرى, كغلو التشيع, أو كالتشيع بلا غلو, فهذا كثير في التابعين, وأتباعهم مع الدين والورع والصدق, فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية, وهذه مفسدة بينة, ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل, والغلو فيه, والحط من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, والدعاء إلى ذلك, فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة أيضًا, فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقًا ولا مأمونًا, بل الكذب شعارهم, والتقية والنفاق دثارهم, فكيف يقبل نقل من هذا حاله, حاشا وكلا, فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير, وطلحة ومعاوية, وطائفة ممن حارب عليًا رضي الله عنه وتعرض لسبهم, والغالي في زمننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين فهذا ضال مفترٍ (1) , إذن التشيع درجات, وأطوار, ومراحل, كما أنه فرق وطوائف, وقبل أن ندع الحديث حول تعريف الشيعة نشير إلى أنه يلحظ على تعريفات الشيعة الواردة في معظم كتب المقالات, أنها دأبت على القول في التعريف للشيعة الإمامية بأنهم أتباع علي .. إلخ.
وهذا يؤدي إلى نتيجة خاطئة تخالف إجماع الأمة كلها, هذه النتيجة أن يكون علي شيعيًا يرى ما يراه الشيعة, وعلي رضي الله عنه برئ مما تعتقده الشيعة فيه وفي بنيه ولذلك لابد من وضع قيد واحتراز في التعريف رفعًا للإبهام, فيقال: هم الذين يزعمون اتباع علي, حيث إنهم لم يتبعوا عليًا على الحقيقة, وليس أمير المؤمنين على ما يعتقدون (2) , أو يقال: بأنهم المدعون التشيع لعلي, أو الرافضة, ولذلك عبر عنهم بعض أهل العلم بقوله: الرافضة المنسوبون إلى شيعة علي (3) , فهم أيضًا ليسوا على منهج شيعة علي المتبعين له, بل هم أدعياء ورافضة (4).
3 - الرفض في اللغة هو: الترك, يقال رفضت الشيء: أي تركته (5) , فالرفض في اللغة معناه الترك والتخلي عن الشيء.
4 - الرافضة في الاصطلاح هي: إحدى الفرق المنتسبة للتشيع لآل البيت, مع البراءة من أبي بكر وعمر وسائر أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلا القليل منهم, وتكفيرهم لهم وسبهم إياهم (6) , قال الإمام أحمد رحمه الله: الرافضة: هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويسبونهم وينتقصونهم (1). وقال عبد الله بن أحمد -رحمه الله-: سألت أبي عن الرافضة؟ , فقال: الذين يشتمون أو يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما (2).
وقال أبو القاسم التيمي بقوام السنة في تعريفهم: وهم الذين يشتمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ورضي عن محبيهما (3) , وقد انفردت الرافضة من بين الفرق المنتسبة للإسلام بمسبة الشيخين أبي بكر وعمر, دون غيرها من الفرق الأخرى, وهذا من عظيم خذلانهم, قاتلهم الله (4).
يقول ابن تيمية رحمه الله: فأبو بكر وعمر رضي الله عنهما أبغضتهما الرافضة ولعنتهما, دون غيرهم من الطوائف (5) , وقد جاء في كتب الرافضة ما يشهد لهذا, وهو جعلهم محبة الشيخين وتوليهما من عدمهما هو الفارق بينهم وبين غيرهم ممن يطلقون عليهم النواصب, فقد روى الدرازي عن محمد بن علي بن موسى قال: كتبت إلى علي بن محمد عليه السلام (6) عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت (7) , واعتقاد إمامتهما؟ , فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب (.
5 - سبب تسميتهم رافضة: يرى جمهور المحققين أن سبب إطلاق هذه التسمية على الرافضة, لرفضهم زيد بن علي وتفرقهم عنه بعد أن كانوا في جيشه, حين خروجه على هشام بن عبد الملك, في سنة إحدى وعشرين ومائة, وذلك بعد أن أظهروا البراءة من الشيخين فنهاهم عن ذلك. يقول أبو الحسن الأشعري: وما كان زيد بن علي يفضل علي ابن أبي طالب على سائر أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويتولى أبا بكر وعمر, ويرى الخروج على أئمة الجور, فلما ظهر في الكوفة في أصحابه الذين بايعوه سمع من بعضهم الطعن في أبي بكر وعمر, فأنكر ذلك على من سمعه منه فتفرق عنه الذين بايعوه فقال لهم: رفضتموني (1) , فيقال: إنهم سموا رافضة لقول زيد لهم: رفضتموني, وبهذا القول قال قوام السنَّة (2) , والرازي (3) , والشهرستاني (4) , وابن تيمية (5) رحمهم الله وذهب الأشعري في قول آخر: إلى أنهم سموا بالرافضة لرفضهم إمامة الشيخين, قال: وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر
6 - رافضة اليوم: والرافضة اليوم يغضبون من هذه التسمية ولا يرضونها, ويرون أنها من الألقاب التي ألصقها بهم مخالفوها, يقول محسن الأمين: الرافضة لقب ينبز به من يقدم عليًا رضي الله عنه في الخلافة وأكثر ما يستعمل للتشفي والانتقام (7) , ولهذا يتسمون اليوم الشيعة, وقد اشتهروا بهذه التسمية عند العامة, وقد تأثر بذلك بعض الكتاب والمثقفين, فنجدهم يطلقون عليهم هذه التسمية, وفي الحقيقة أن الشيعة مصطلح عام يشمل كل من شايع عليًا رضي الله عنه ( , وقد ذكر أصحاب الفرق والمقالات أنهم ثلاثة أصناف:
أ- غالية: وهم الذين غلوا في علي وادعوا فيه الإلهية أو النبوة.
ب- ورافضة: وهم الذين يدعون النص على استخلاف علي, ويتبرؤون من الخلفاء قبله وعامة الصحابة.
ج- وزيدية: وهم أتباع زيد بن علي, الذين كانوا يفضلون عليًا على سائر الصحابة ويتولون أبا بكر وعمر (1). فإطلاق الشيعة على الرافضة من غير تقييد لهذا المصطلح غير صحيح, لأن هذا المصطلح يدخل فيه الزيدية (2) , وهم يتولون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما, بل أن تسميتهم بالشيعة يوهم التباسهم بالشيعة القدماء الذين كانوا في عهد علي رضي الله عنه ومن بعدهم, فإن هؤلاء مجمعون على تفضيل الشيخين على علي رضي الله عنه, وإنما يرون تفضيل عليّ على عثمان, وهؤلاء كان فيهم كثير من أهل العلم ومن هو منسوب إلى الخير والفضل, ويقول ابن تيمية رحمه الله: ولهذا كان الشيعة المتقدمون الذين صحبوا عليًا, أو كانوا في ذلك الزمان, لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر, وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان (3) , ولذا فإن تسمية «الرافضة» بالشيعة من الأخطاء البينة الواضحة التي وقع فيها بعض المعاصرين, تقليدًا للرافضة في سعيهم للتخلص من هذا الاسم لما رأوا من كثرة ذم السلف لهم, ومقتهم إياهم, فأرادوا التخلص من ذلك الاسم تمويهًا وتدليسًا على من لا يعرفهم بالانتساب إلى الشيعة على وجه العموم, فكان من آثار ذلك ما وقع فيه بعض الطلبة المبتدئين ممن لا يعرفوا حقيقة المصطلحات من الخلط الكبير بين أحكام الرافضة وأحكام الشيعة, لما تقرر عندهم إطلاق مصطلح التشيع على الرافضة, فظنوا أن ما ورد في كلام أهل العلم المتقدمين في حق الشيعة أنه يتنزل على الرافضة في حين أن أهل العلم يفرقون بينهما في كافة أحكامهم (4)
وقد حدد في هذا الحديث صفات الرافضة الذي يجب قتالهم (عن أم سلمة قالت: كانت ليلتي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندي، فأتته فاطمة فسبقها علي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا علي أنت وأصحابك في الجنة، إلا أنه ممن يزعم أنه يحبك أقوام يرفضون الإسلام ثم يلفظونه، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، لهم نبز يقال لهم: الرافضة، فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون ". قلت: يا رسول الله ما العلامة فيهم؟ قال: " لا يشهدون جمعة ولا جماعة، ويطعنون على السلف الأول ".)
فمواصفات الرافضة هي :
1- لا يصلون صلاة الجمعه .
2- لا يصلون صلاة الجماعة في المساجد مع الناس
3- يطعنون ويسبون السلف الاول وهم ابابكر وعمر رضي الله عنهم ..
وعليه فإن من الواجب أن يسمى هؤلاء الروافض بمسماهم الحقيقي الذي اصطلح عليه أهل العلم وعدم تسميتهم بالشيعة على وجه الإطلاق, لما في ذلك من اللبس والإيهام, وإذا ما أطلق عليهم مصطلح «التشيع» , فينبغي أن يقيد بما يدل عليهم خاصة, كأن يقال «الشيعة الإمامية» , أو «الشيعة الاثنى عشرية» على ما جرت بذلك عادة العلماء عند ذكرهم (5) , والله تعالى أعلم.
ثانيًا: نشأة الشيعة الرافضة وبيان دور اليهود في نشأتهم
أول ما دعا إلى أصول عقائد الشيعة الرافضة التي انبنت عليها عقائدهم الأخرى: رجل يهودي اسمه عبد الله بن سبأ , أسلم في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه, وأخذ يتنقل بين أمصار المسلمين للدعوة لهذا المعتقد الفاسد, وهذا نص ما ذكره الطبري في تاريخه قال: كان عبد الله بن سبأ يهوديًا أمه سوداء فأسلم زمن عثمان, ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم فبدأ بالحجاز, ثم البصرة, ثم الكوفة, ثم الشام, فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام, فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم, فقال لهم فيما يقول: العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع, ويكذب بأن محمدًا يرجع وقد قال الله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص:85] , فمحمد أحق بالرجوع من عيسى, قال: قبل ذلك عنه, ووضح لهم الرجعة فتكلموا فيها ثم قال لهم بعد ذلك: إنه كان ألف نبي ولكل نبي وصي, وكان علي وصي محمد, ثم قال: محمد خاتم الأنبياء, وعلي خاتم الأوصياء, ثم قال لهم بعد ذلك: من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ووثب على وصي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتناول أمر الأمة, ثم قال لهم بعد ذلك: إن عثمان أخذها بغير حق, وهذا وصي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فانهضوا في هذا الأمر فحركوه, وابدؤوا الطعن على أمرائكم, وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, تستميلوا الناس وادعوهم إلى هذا الأمر, فبث دعاته وكاتب من كان استفسده في الأمصار وكاتبوه, ودعوه في السر إلى ما عليه رأيهم (1).
وهكذا كانت بداية الرفض, وما زالت تلك العقائد التي دعا إليها ابن سبأ تسير في نفوس أناس من أهل الزيغ والضلال, وتتشربها قلوبهم وعقولهم حتى كان من ثمارها مقتل الخليفة الراشد ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد هذه الشرذمة الفاسدة, حتى إذا ما جاء عهد ابن أبي طالب بدأت تلك العقائد تظهر إلى الوجود أكثر من ذي قبل,إلى أن بلغت عليًا رضي الله عنه فأنكرها أشد ما يكون الإنكار وتبرأ منها ومن أهلها, ومما صح في ذلك عن علي رضي الله عنه ما رواه ابن عساكر عن عمار الدهني قال: سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت المسيب بن لجبة أتى به ملببه يعني -ابن السوداء- وعليّ على المنبر, فقال علي: ما شأنه؟ , فقال: يكذب على الله ورسوله (1) , وعن يزيد بن وهب عن علي قال: مالي ولهذا الحميت (2) الأسود (3). ومن طريق يزيد بن وهب أيضًا عن سلمة عن شعبة قال علي بن أبي طالب: مالي ولهذا الحميت الأسود -يعني عبد الله بن سبأ- وكان يقع في أبي بكر وعمر (4) , وهذه الروايات ثابتة عن علي رضي الله عنه بأسانيد صحيحة (5) , وحكى المؤرخون وأصحاب الفرق والمقالات أن ابن سبأ ادعى الربوبية في علي -رضي الله عنه- فأحرقه علي هو وأصحابه بالنار (6) , يقول الجرجاني: السبئية من الرافضة ينسبون إلى عبد الله بن سبأ وكان أول من كفر من الرافضة, وقال: علي رب العالمين, فأحرقه علي وأصحابه بالنار (7). ويقول الملطي في معرض حديثه عن السبئية: هم أصحاب عبد الله بن سبأ.
قالوا لعلي رضي الله عنه: أنت. قال: ومن أنا؟ , قالوا: الخالق الباري, فاستتابهم فلم يرجعوا, فأوقد لهم نارًا ضخمة وأحرقهم وقال مرتجزًا:
لما رأيت الأمر أمرًا منكرًا ... أججت ناري ودعوت قنبرًا (
وذهب بعض المؤرخين إلى أن عليًا رضي الله عنه لم يحرق ابن سبأ وإنما نفاه إلى المدائن, ثم ادعى بعد موت علي رضي الله عنه أن عليًا لم يمت, وقال لمن نعاه: لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة ما صدقنا موته (1) , ولعل القول الأول هو الصحيح ويشهد له ما جاء في صحيح البخاري, عن عكرمة قال: أتى علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا تعذبوا بعذاب الله» ولقتلتهم لقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من بدل دينه فاقتلوه» (2) , قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث بعد أن ذكر بعض الروايات في هؤلاء المحرقين وفيها: أنهم ناس كانوا يعبدون الأصنام, وفي بعضها أنهم قوم ارتدوا عن الإسلام, وعلى اختلاف بين الروايات في تعيينهم قال بعد ذلك: وزعم أبو المظفر الإسفراييني في «الملل والنحل» أن الذين أحرقهم علي طائفة من الروافض ادعوا فيه الإلهية وهم السبئية, وكان كبيرهم عبد الله بن سبأ يهوديًا أظهر الإسلام, وابتدع هذه المقالة, وهذا يمكن أن يكون أصله: ما رويناه من حديث أبي طاهر المخلص من طريق عبد الله بن شريك العامري قال: قيل لعلي: إن هنا قومًا على باب المسجد يدعون أنك ربهم, فدعاهم وقال: ويلكم ما تقولون؟ , قالوا: أنت ربنا خالقنا ورازقنا (3) , ثم ساق بقية الرواية وفيها أن عليًا رضي الله عنه استتابهم ثلاثًا فلم يرجعوا, فحرقهم بالنار في أخاديد قد حفرت لهم, وقال:
لما رأيت الأمر أمرًا منكرًا ... أججت ناري ودعوت قنبرًا
قال ابن حجر: وهذا سند حسن (4) , والمقصود هنا هو ظهور عقائد الشيعة الرافضة المتمثلة في الغلو في علي رضي الله عنه في تلك الفترة الزمنية, وإمعان علي رضي الله عنه في عقوبتهم حتى قال ابن عباس ما قال, كما ثبت إنكار علي رضي الله عنه لكل العقائد الأخرى التي ظهرت في عهده, وانتظمت في سلك التشيع له كتفضيله على عامة الصحابة وتقديمه على الشيخين, وكان انتشار سب الصحابة والإزراء عليهم بين أولئك الضلال,
قال ابن تيمية رحمه الله: ولما أحدثت البدع الشيعة في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ردها وكانت ثلاث طوائف: غالية, وسبابة, ومفضلة,
فأما الغالية, فإنه حرقهم بالنار, فإنه خرج ذات يوم من باب كندة فسجد له أقوام فقال: ما هذا؟ , فقالوا: أنت هو الله. فاستتابهم ثلاثة فلم يرجعوا, فأمر في الثالث بأخاديد وأضرم فيها النار, ثم قذفهم فيها ..
وأما السبابة: فإنه لما بلغه من سب أبا بكر وعمر طلب قتله, فهرب منه إلى قرقيسيا وكلم فيه, وكان علي يداري أمراءه, لأنه لم يكن متمكنًا ولم يكن يطيعونه في كل ما يأمرهم به,
وأما المفضلة: فقال: لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفترين: فقال وروى عنه من أكثر من ثمانين وجهًا أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر (1) ,
وعلى كل حال فعقائد الرافضة مع ظهورها في عهد علي رضي الله عنه قد بقيت محصورة في أفراد لا تمثلها طائفة أو فرقة, حتى انقضى عهد علي رضي الله عنه وهي على تلك الحال.
وقد أفرد الدكتور سعدي الهاشمي عقيدة ابن سبأ والبدع التي نادى بها في رسالته «ابن سبأ حقيقة لا خيال» , وذكرها في كتابه «الرواة الذين تأثروا بابن سبأ». وأهم البدع التي نادى بها ابن سبأ, القول بالوصية, وهو أول من قال بوصية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعلي, وأنه خليفته على أمته من بعده بالنص, وأول من أظهر البراءة من أعداء علي رضي الله عنه بزعمه, وكاشف مخالفيه, وحكم بكفرهم, وأول من قال بإلهية علي رضي الله عنه وربوبيته, وكان أول من ادعى النبوة من فرق الشيعة الغلاة, وكان أول من أحدث القول برجعة علي رضي الله عنه إلى الدنيا بعد موته وبرجعة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وأول من ادعى أن عليًا رضي الله عنه هو دابة الأرض, وأنه هو الذي خلق الخلق وبسط الرزق, وقالت السبئية: إنهم لا يموتون, وإنما يطيرون بعد مماتهم وسموا بالطيارة, وقال قوم منهم -السبئية- بانتقال
شعاع- عضو كريم
- عدد المساهمات : 10
نقاط : 357562
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 09/02/2015
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أبريل 19, 2018 9:33 pm من طرف صاحب سليمان
» كثُر ادعاء المهدوية ولا يمكن ان يكون بناءا على رؤى منامية | كثرة الرؤى إشارة بينة أن هذا زمان خروجه
الخميس أبريل 19, 2018 9:31 pm من طرف صاحب سليمان
» صفة وجود يأجوج ومأجوج من القرآن هل هم كما يًتصور "مقفولين أو تحت الأرض"؟ أم لا؟ وهل هناك مبرر لهذا الاعتقاد؟
الخميس أبريل 19, 2018 9:26 pm من طرف صاحب سليمان
» ظهر [ذو السويقتين] هَـادِمِ الـكَـعْـبَـةِ الرجل الأسود من الحبشة ومخرج كنوزها | من السودان وباسم سليمان
الخميس أبريل 19, 2018 9:24 pm من طرف صاحب سليمان
» المهدي المنتظر هو المسيح المنتظر هو عيسى بن مريم في ميلاده الثاني هو مكلم الناس,هو إمام الزمان وقطبه
الخميس أبريل 19, 2018 9:20 pm من طرف صاحب سليمان
» سيقول أكثرهم ما سمعنا بخبر المسيح, يقولون لو أنكم أصررتم وأوضحتم |ظهر المهدي المنتظر
الخميس أبريل 19, 2018 9:17 pm من طرف صاحب سليمان
» عاجل ,,,,مطلوب مشرفين ومدير لهذا المنتدى
الإثنين سبتمبر 25, 2017 12:48 pm من طرف هاني
» رحله بلا عوده
الجمعة مارس 17, 2017 7:57 pm من طرف أبو البقاع
» سؤال مهم لمن يعرف التاريخ البشري
الجمعة مارس 17, 2017 7:53 pm من طرف أبو البقاع