نبؤات مشاهدة في احدى القصائد

كيف الخلاص و قـالها صدامها --- وأنـا الـقـوي و مـــالك الـنهران
جمعوا إليه من الجيوش جميعها--- ضاقت بهم شسع من البطحان
بـدا الـنزول وفي الـكـويت مــدادها --- قـبل احـتدام الحرب صار هدان
صدق النذير بقوله عن وصفها --- حصر العراق بفعلة العجمان
و الشام يحصر في هياج بعدها --- شرق الفرات و كنزه الفتان
و بأرض مصر محاذر من شرطها --- غاب الأمان و في الصعيد أمان

و الكرد كرب و العراق مهالك --- والفرس تضرب و الحجاز محان
لبنان يفرق إذ لديه نوازل --- و الغور يغلق غلقة الحيطان

فتن تموج على البلاد و أهلها --- جلبت بفورة وقعها السفياني
و بأرض بابل أخبار لها عجب --- تحكي وعيد الله في الفرقان
منها إلى الحرم المقدس نجدة --- و بهدم ما رفعوا من الجدران
و بأرض نجد و الحجاز تقاتل --- أقران تبغي زهوة التيجان
و بأرض مغرب أخبار يغشيها --- رمل المفازة مثلها السودان
صدق النذير بوصف حال من فتن--- ويسوق بشرى زهرة الحسنان
نبتت على طل الرجاء بربها -------- والله يحفظ نبتة الإيمان
هذا الذي فيه التمام متمم ------ وهو ابن احمد ما به تهمان
و الله انذره ليوم عثارها -------- يجلي القضية كاشفا لعيان
من يعمى عنها كاذب يكفر بها --- كالماء يؤذي قرحة السقمان
يهدي الكلام إلى الأنام بحجة --- سكتت لها الشفتان قبل لسان
و إلى الخوارج قولتي نصحا لهم --- رفض الخليفة أعظم البهتان
و ألوا أميرا للنبي مرده ------------ وعلى الطريقة ناطقا ببيان
و هو الذي بالانتظار ليومه -------- قرّت به عين الصبور سكان
كنز عظيم قد خفا لزمانه -------- ثقلت بحمل خبائها أسوان
و البيض مزن قد أظلت دارها ----- هي معصرات إن غدت سمران
في مرة أخرى تكون ضنينة --- بالغيب حتى يأذن المنان
هذا كليم الله داحض كفرهم --- هذا الإمام يقوم بالفرقان
عاد الحبيب المصطفى بصفائه --- وعد النبي عطية الرضيان
نفس النبي بنفسه قد حلتا --- قولوا محمد أو أبا سلمان
سلمان منا فيه قول نبينا --- سبب المقولة جبره سلمان
و أبو الموالي شيخ عرب زمانه --- ختم الولاية لا يقس بميزان
و الله ينصره بحين سؤاله --- نصر النبي بدعوة العُمران
لا يبتغيه عدوه بمضرة --- إلا رماه مبتر الساقان
و خصيمه في الشام يرسل بعثه --- يلق الظلوم ردية الخسفان
و الله يرفع ذكره كشكيله --- غنما لكلب قادة العربان
تدنو له أرض الجزيرة كلها --- و القدس ورثته بعقد قران
و الرفد يأتي و السواد يظله --- رايات تحمل مرطها العيدان
رايات تحمل مرطها العيدان ... الرايات السود تقبل من جهة المشرق
في القدس يعلن بالقيام لدولة --- هذي الخلافة ألقت البجران
دوت لإخبار العباد كصيحة --------- جبريل أنذر جمعة العصيان
لا يملك الروم العتاة لكسبها ---------- إلا بصلح حاضر و أمان
منها عدو الله يحنق حاسدا --- ثعبان اعور ليس بالوسنان
في سور روما قد خفا و فراخه --- بالناب يحقن نزغة الشيطان
مولود مسخ بالمصيبة هاتف --- أغرى جموع الصفر بالسفران
بالغدر عباد الصليب تخونها --- حملوا السلاح كحملة لأوالي
نقلوا على متن البواخر حملهم --- هتفوا لنصر هتفة لغوانِ
و بأرض دابق بالأعماق نزولهم --- رهب المكان لملتقى الجمعان
الأرض جدب و السماء كئيبة --- و الخطب جلٌ انسها رهبان
هذي خطيئة مظلوم و ظالمه --- من عهد آدم قالها الإبنان
ثأرا إلى المغلوب قال إمامنا --- قوموا إليهم عزمة الشبان
في الجو تبدأ أربعين صبيحة --- رجما برمية غارة الطيران
و يسل سيف الانتقام لختمها --- بلقاء برّ تلطم الصدغان
تطأ الرجال على الرجال بغلظة --- عزف الحديد بصكه كقيان
و الموت ساد فلا النجاة قريبة --- و الجيش باد فما به نجيان
و النصر عاد إلى الإمام و حزبه --- من بعد ما فقدوا لها الثلثان
ثلث يفر فلا يكفر ذنبه --- ثلث الشهادة ما هما سيّان
و الله يفتح بعدها بوليّه --- دارا لروما حدها سوران
بحقيقة البابا الصدوق و سره --- أهوى بحصن مال من جهتان
هذا دخول للعصية آخر --- والحق يزهق دعوة البطلان
صدق النذير محذرا من عقبها --- شر المغيّب كاذب فتان
هو أول من عشرة عرفت بها --- نذر النهاية مثقلات بطان
شيطان يلبس ثوب زهو منتحل --- كالماء يغري لهفة العطشان
و بأربعين تكون مدة مكثه --- أيام تصعب قاهرات شيان
و يطول أولها لحول كامل --- بدأ البلاء بنصفه شعبان
و يعيث إفسادا بكل دروبها --- شرقا و غربا يسرة و يمان
لا يرقب الملعون حرمة مسكن --- جمع له وصف الوجوه مجان
يغري العباد من العطاء لمن تبع --- و على المعارض يضرب المرّان
كذاب اعور أشعث قطط به --- و جسيم احدب أفحج الرجلان
طاغوت وقّاد الحروب معمّر --- خبرٌ به الطواف ذو القرنان
مولود مسخ من فرعون انذره --- رب العباد لموعد و أوان
و عدو موسى و المسيح و أحمد --- و حليف إبليس الرجيم جبان
هو سامريّ العجل شرب قلبه --- حسد الرسول و فتنة النسوان
هو سر تدبير الفساد و بثّه --- هو رأس حزب وصفهم كالجان
مثل له كالكلب يلهث دائما --- عند المقامة أو غدا تعبان
هو محدث في القوم إن هم اسلموا --- في كل عهد فرقة البغضان
لا يحص حدثته حفيظ عالم ----------- كالترب ينقب فعلة الفئران
و أتى بدين في الجريمة قد بلغ -------- كذب على صمد له ولدان
كبر الكلام من الخبيث و حزبه ------- كادت سماء تنفطر قسمان
و بمكره من علمه يأمر به ----------- مطر السماء و نبتة القيعان
و يروم تقليدا لعيسى خصمه --------- إذ كان يحيي رمة الهلكان
بعد التمام لأربعين مضت له ---------- بشرى بليل عودة السريان
من شرق شام وفي دمشق نزوله --- في ليلة في الوتر من رمضان
هي ليلة القدر العظيمة شأنها ---------- جاء المخلص مرفقا ملكان
و يسير ليلا في سلام كله ----------- حتى انبثاق الفجر و الخيطان
و لمسجد الأقصى يصبح عائدا --------- ضيف كريم ليس كالضيفان
و إذا المحاصر فيه قوم شبهوا ---------- فتيان كهف سبعة و ثمان
و إذا بشير القوم صار مبشرا --------- لكم الجنان أنيسكم رضوان
هذا خميس الانتقام و موعد ----------- لعنوا به من رحمة الرحمن
قوموا لركب الصافنات جيادكم ---------- فالقوم صاروا مسخة بكمان
من شرق أردن تعبرون لقتلهم -------- و القوم مجمعهم بأرض بيسان
و من الزبانية الشداد نصيركم --- و أنا بباب اللد أدرك شاني
فإذا الصليب عليه يصلب كذبهم --- فيكسرا كسر العنيف قنان
و الله يوحي للمسيح نبيه --------- حرز عبادي جاءكم ثقلان
بخروج ياجوج و ماجوج -------- على أثر تخبط خطوة العميان
طموا البلاد بسيبهم كمسيبه -- جيش الجراد بساحة البستان
و بدعوة من مسلم متظلم --------- الله يضرب جمعة الصفران
طوبى لعيش و المسيح مزوج ------ و أب و يرزق لمة الصبيان
و يعود للأرض الهناء و نبتها -------- برك و يجري الضرع بالألبان
و العدل قسط و القضاء موفق --- والحكم رشد سيرة السلماني
صدق النذير بوصفه عن امة ------- حرزت بحفظ حاطها الصهران
و النار تخرج للعباد بحشرهم -------- بقصي ارض من بلاد يمان
فتسوقهم سوق الظعان برفقة ------ حتى يكونوا جمعة سكان
و الشمس تطلع من مكان غروبها ---- فصلا لتنهي فرصة الغفلان
فيصير فيها صالح و مخالف ------------ خير و شر حاضران بآن
فإذا بناطقة لأرض عمرت --------- تحكي وشوك نهاية الحدبان
و الدخن تنزل من مكان صعودها --- حتما نزول الشامخين لدان
و الخسف يضرب أطرافا و منتصفا ----- خبر الخراب بدارها طنان
و الله يقبض أرواحا لصالحها -------- بالريح طابت تقصد الإبطان
ريح تريح المؤمنين من التي ------ وصفت تشيب لذهلها الحدثان
فإذا بزلزلة القيامة ثوّرت -------------- تثوير ريح رملة الكثبان
ضربت و هزت ثم رجت هدمت ------- لم ينج منها منزل البدوان
طرحت لها أنثى جنين عشارها ------ و غدوا عليها مثلما سكران
و تقر بعد هياجها دار البلاء ------- في شر خلق وصفهم هرجان
فإذا الجبال ترقبت من حينها -------- أمر النهاية صيحة الرجفان
و بنفخة من صور ربك عظمت --------- كانت عليها هدمة الأكوان
صدق النذير بقوله عن نفسه ------------ إني إليكم منذر عريان
يا أيها الناس المشتت سعيهم ------ قلب النذير على البرية حان
صلّى الإله على النذير و آله -------- ثمر الجنى من زهرة الأفنان
صلّى عليه الله خير صلاته ----------- كيل المياه بجمعه البحران
.