لماذا هو صراط مستقيم؟

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

والصلاة والسلام على نبينا وقدوتنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

لماذا هو صراط مستقيم؟ هذا الصراط الذي نمر عليه يوم القيامة من فوق جهنم. لماذا ليس أعوج؟ لماذا مستقيماً كحد السيف من شدة استقامته؟

نحن في الدنيا لا نرى صراطاً مادياً نمشي عليه، إنما الصراط مع ذلك موجود في حياتنا الدنيا لكنه صراط معنوي.

إن الانحراف والاعوجاج عن الطريق القويم في الدنيا ينتج عنه أن قدماك لا تمشيان او تتمكنان من السير فوق الصراط المادي المرئي يوم القيامة.

اليوم وعلى سبيل المثال يسير مسلم ما وفق رؤية الصراط المعوج في الدنيا فخطواته تكون معوجة ليست ثابتة ومستقيمة بل مهزوزة تتأرجح بين الحق والباطل فهذا يجعله يوم القيامة حين يؤمر بالسير فوق الصراط المادي الحقيقي يجعل خطواته على ذلك الصراط المادي مرتعشة ومتأرجحة وغير ثابتة فيهوي في النار والعياذ بالله.

لذلك على كل مسلم أن يكون لديه عينان تختلفان عن عيناه لكي يرى بها الحقيقة الغير مرئية. الناس اعتادت ان تنتبه لما تراه أعينها. لكن ما لا تراه أعينهم لا ينتبهون لوجوده.

المعادلة التي يجب ان نعيد صياغتها في اذهاننا هي أنك إذا سرت في الدنيا مستقيماً فوق الصراط الغير مادي الغير مرئي والذي يعني أوامر الله تعالى ونواهيه، سوف تتمكن يوم القيامة من أن تمشي بشكل مستقيم وسريع فوق الصراط المادي.

إذا مشيت في الدنيا فوق الصراط الغير مادي بالتزام، فحرمت الحرام على نفسك وعن من هم تحت مسؤوليتك كأسرتك وأخذت فقط بالحلال فإن في هذا الفعل درجات فهناك المسارع الى تحريم الحرام على نفسه وهناك المتباطىء في تحريم الحرام وهذا الفعل كونه سريع أو بطيء هو الذي يحدد سرعتك فوق الصراط المادي يوم القيامة.

فكلما كانت أفعالك وأقوالك في الدنيا مسارعة إلى ترك الحرام مستجيبة بسرعة وبدون تردد إلى ترك هذا الحرام كلما كانت سرعتك فوق الصراط المادي يوم القيامة كبيرة. لكن كلما تلكأت في الدنيا في ترك الحرام وقلت لنفسك سأفعل ولكن بعد قليل، أو بعد فترة، وكلما كان الحرام في قلبك له متسع ولو ضيق ولم تتعامل معه بضربات قاضية سريعة تجهز عليه، كلما كان سيرك فوق الصراط المادي يوم القيامة بطيئاً وكنت معرضاً للسقوط من فوقه إلى جهنم بدرجات أكبر والعياذ بالله تعالى من جهنم.

لذلك قبل أن نرجو المرور على الصراط يوم القيامة بسرعة، علينا أن نسير على الصراط الغير مرئي في الدنيا أولاً فلا صراط نعبر من فوقه في الآخرة لننجو من النار قبل أن نعبر على صراط الدنيا بنجاح فمن أقام صراطه في الدنيا وعدله وقومه وجاهد ليكون مستقيماً، رزقه الله تعالى صراطاً يسير عليه بسرعة يوم القيامة إن شاء الله تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته