أهلاً بالنهاية السعيدة

من طرف الساحر الخميس فبراير 05, 2015 3:05 am

يوماَ ستصل بنا دروب الانتظار إلى النهاية السعيدة... " ، تقرأ الرسالة تسند ظهرها إلى باب الحجرة المقفل وتلقي رأسها إلى الوراء تماماً كبطلات الأفلام العربيّة. تغمض عينيها ، تضمّ الهاتف إلى صدرها بقوّة. تعيد قراءة الرسالة فتنثال في روحها عطور نديّة الإشراقات .
ينظر إلى عينيها طويلاً، ينظر إلى عينيها عميقاً ، يترك نفسه لنافورة الماء التي تتجلّى في ضجيج الأحداق ، النافورة تشاغب ، تناغي العشب ...الأزاهير ...شجيرات الورد....فجأة ينطلق صوت النادل :" الليموناضة أستاذ" . فيضحكان على نية أزمنة لدنة دافئة، قادمة على صهوة الأغنيات.
تنظر إلى صورة الزفاف : البذلة السوداء ، ربطة العنق الأنيقة، الثوب الأبيض ، الدانتيل ، باقة الزهر . الفرح ،الأهل ، التهاني . لقد صدقت النبوءة إذا....رائحة الزنبق والجوري والقرنفل كأنّها الآن ، تخالطها عطور المدعوّين وشيء كبساط الريح يسافر بها بعيداً.
الرائحة كأنّها الآن قويّة فوق المحتمل ...ولكنّها رائحة ب...ص...ل محترق. هل احترق البصل على النار في غفلة منها ؟! وثمّة أربعة أفواه جائعة تنتظر الغداء . وغسيل ينبغي أن يُنشر وكوي... وصحون ما بعد الغداء... وجسد مرهق بعد يوم عمل شاق في الوظيفة.
هل حقّاً الهاتف يدقّ ؟ وباب الدار ؟ والصغير يشدّها من طرف ثوبها يحرّك يده بحركات سريعة في الهواء" ماما بدّي ...الحمام" . زوجها ينتقل بالريموت كونترول من محطّة إلى أخرى "حبيبتي وين صار الأكل ؟ جعنا كتير !"....الهاتف ...الباب ...الصغير ...البصل ...الغسيل ...حبيبتي جعنا ...الجسد المرهق .
يوماَ ستصل بنا دروب الانتظار إلى النهاية السعيدة " هل صدقت النبوءة حقّاً ؟!. إذا أهلاً بالنهاية السعيدة

أهلاً بالنهاية السعيدة Sleep